رأي في الأحداث

ما يحدث في غزّة أكبر من معايير النشر وتداول الأخبار والسبق الصحفي، إنّها قضية أخلاقية وإنسانية تتعلق بحياة ووجود ومصير شعب يعاني منذ عام من الإبادة والقتل والتجويع والتدمير والخوف والمرض والموت الرخيص، وذلك لا يقلل من خطورة وبشاعة ما يتعرض له الأشقاء في لبنان من عدوان صهيوني بربري مجرم..

يسعى العدو إلى فرض لغة القوّة الغاشمة والإحتلال، ونفي شرعية المقاومة، وإنكار حق الدفاع عن النفس للشعوب المظلومة في المنطقة، ومحاولة كسر إرادة القتال لديها باستخدام أسلحة الدمار الشامل الأمريكية، والقصف الهمجي والبربري للمدنيين العزّل..

استبعد فرضية تفخيخ الأجهزة، وأرجّح اختراق ال (Server) الرئيسي، وأي جهاز لاسلكي في العالم هو(عرضة للاختراق والتنصت)، والجهاز اللاسلكي الذي لا يخترق لم يكتشف بعد..

الأمر المؤكد في كلّ ما يحدث أن الفساد قد تغوّل في العراق، وأصبح وحشا ينخر في قاع السفينة، وسيغرق الجميع..

الأمن شعور بالأمان والإطمئنان، وليس أسوار وكاميرات وجدران عالية، وهذا السور رسالة خاطئة، وعودة الى اساليب ما قبل التاريخ، الأمن نتيجة وليس سبب، الأمن يعني العدالة، وتحقيق كرامة الإنسان، وحماية المال العام، ومحاربة الظلم والفساد والفاسدين..

أبنائنا في الجيش والحشد والأجهزة الأمنية يؤدون واجبا أمنيا معقدا، محفوفا بالمخاطر والتحديات، ويبذلون جهودا مخلصة في ظروف صعبة، وأجواء لاهبة، ويستحقون من الجميع التقدير والإشادة والثناء..

من يستطيع التفكيك في هذه اللعبة الآن، قد يعجز عن إعادة التركيب لاحقا، وسياسة التحايل والقفز فوق الحقائق نهج يفتقر الى الحكمة، ويعاكس حركة الطبيعة، وذلك مصدر قلق دائم على حاضر ومستقبل العراق..

التقصير والإهمال وغياب الجديّة في التعاطي مع المعلومات المهمة، يخرجها عن سياقها المعتاد في العمل الاستخباري، ويقلل من قيمتها، وتلك زاوية ميّته يتسلل من خلالها العدو..

الساحة الأخطر والمرشحة للتصعيد والإنفجار هي (جنوب لبنان)..

ما حدث في بنسلفانيا كان وليمة مسمومة، ورسالة دموية أفلت منها ترامب، والسجادة الحمراء التي مشى عليها كانت مرصوفة بالجمر والعنف والمجهول، هذه محاولة أولى، والقادم أخطر..