رأي في الأحداث

استئناف العلاقات الدبلوماسية بين (ايران والسعودية) تطور سياسي ايجابي، يمكن البناء عليه إذا نجح في اختبار النوايا وتمكن من إعادة بناء الثقة المفقودة بين دول المنطقة، لكن استحقاقه السياسي لا يتعدى بيان مقتضب يصدر في عاصمتي البلدين يعلن عودة العلاقات بينهما..

قانون (حظر الخمور) يتجاهل التعدد والتنوع في تركيبة المشهد العراقي، وينظر بعين واحدة لمكوناته وألوان أطيافه التي أقرّها الدستور،ولا يخلو من الوصاية على عقول الأخرين ويتعامل معها وكأنها قاصرة أو لم تبلغ الحلم وسن الرشد بعد لتحدد لها ما هو الحلال والحرام والمسموح والممنوع على المستوى الشخصي، وبما أن (كل ممنوع مرغوب) فأن تجارة المشروبات الكحولية سوف تزداد في السرّ وذلك له تداعيات سلبية كبيرة على الأصعدة الإجتماعية والمالية والأمنية والقضائية..!!

التضامن مع أسر الضحايا ومواساتهم خطوة انسانية مهمة على طريق التهدئة لكنها لا تكفي إن لم تقترن بمسارين (أمني وقضائي) وخطط محكمة لملاحقة المجرمين والقتلة والمحرضين على العنف والقتل والقاء القبض عليهم وتقديمهم الى العدالة.. ومحاسبة المقصرين في حماية الأمن والأرواح والدماء التي استبيحت ظلما واستهتارا وعدوان..

الأمر جلل ويستدعي التضامن والمواساة والكلمة الطيبة، ومن يستطيع المساعدة فذلك من عزم الأمور، وأي حديث يخرج عن هذا (الوصف والمعنى) لا يندرج إلا تحت عنوان(الشماتة)،وذلك خارج قاموس الأخلاق والدين والقيم الإنسانية..

اختراق المنطاد الصيني للأجواء الأمريكية، وتحليقه فوق رؤوس الأمريكان وفي عقر دارهم، وفوق صوامع صواريخهم النووية في ولاية مونتانا، شكل صفعة مهينة للمخابرات وأجهزة الرصد الأرضي والجوي وأسلحة الإنذار المبكر الأمريكية، ورغم محاولة واشنطن التقليل من أهمية الحدث إلا أن ذلك لا ينفي أن المفاجأة كانت قاسية، والدرس بليغ، وستكون له تداعيات خطيرة على المسرح الإستراتيجي الدولي، والمنطقة العربية ليست بعيدة عن سياق هذا الوصف..

تسمية(سرقة القرن) أطلقتها صحيفة اللوموند الفرنسية على (قضية اختفاء أموال المودعين) في المصارف اللبنانية، وفي العراق هناك من استعار هذا العنوان لتوصيف (سرقة أمانات الضرائب)، واستخدامه لم يكن مصادفة صنعها القدر، وقد تكون وصفة هدفها التعمية أو التغطية على (سرقات أكبر حجما وأكثر خطورة) ما زالت غاطسة في مشهد الفساد المتغوّل والمستشري بشكل كارثي وخطير في الجسد العراقي الجريح، وإذا ما افترضنا جدلا أنها(سرقة القرن)، فماذا نسمي اختفاء..

المطلوب اتخاذ اجراءات عاجلة، واستنباط حلول معقولة وسريعة.. تحمي الفقراء وخبزهم وجيوبهم وكرامتهم من تجار الأزمات والسياسة، وسماسرة الدولار، ومهربي العملة وغسيل الأموال، ومن يحميهم ويتستر عليهم في الخفاء والعلن..

غالبية الهجمات الارهابية تنتهي بفرار المهاجمين أو قتل بعضهم، ومن وجهة نظر عسكرية وامنية فأن اعتقال الارهابي أهم من قتله، لأنه مصدر مهم للمعلومات التي تستند اليها أبنية الحقائق..

إن كان التفاهم الأخير بين (العراق وإيران) قد (نزع فتيل الأزمة الحدودية، وخفّض مستوى التصعيد والتوتر، وفرض حالة من التهدئة المشوبة بالحذر، إلا أن ذلك ليس كافيا، فالوضع ما زال قلقا وغير مستقر، ويشبه الهدنة المؤقته، وقد ينهار في أية لحظة)، فالملف أوسع وأشمل وأخطر مما يبدو عليه في وسائل الإعلام ومنابر السياسة، وله أبعاد (محلية واقليمية ودولية)..

المتوقع أن يجري تمهيد المسرح الاستراتيجي لسيناريو الأحداث المحتملة ليجد طريقا نحو ميدانه ومعركته، وذلك يستلزم مناخ ( متوتر، متصدّع، مأزوم ومحتقن)، لتقليل درجة الاحساس بالخطر والتهديد المحتمل..