لكم البردي، وأوشال الملح، ودخان التنور، ونكهة السرجين، وبهارات السمك، وخفقة الطير، ودمعة الطين، والناي الحزين، كلّ شيءٍ لكم..!! ولنا أباريق العطر والترياق، والقات والأفيون، والمال والبنون، والليل والسفر، وأنخاب الظفر، قال أحدهم..

العراق أمام مفترق طرق، وخيارات تاريخية ومصيرية محدودة...

ضعف مواقف العراق، وانقسامه السياسي، وافتقاره لعناصر الضغط والتأثير والقوّة، فتح الشهيات والأطماع الإقليمية والدولية، وسمح بانتهاك حدوده وأجوائه وسيادته المستباحة من الداخل قبل الخارج...

أن العقل يستقصي مدارك،كيف آستطعت أن تجعل الحرفَ بيتاً، والفكر سقوف، كيف آستحال العلمُ سيفاً، ثم كفّاً، وحروف..؟؟

سيلقي حدث بيروت العظيم، بضلاله القاتمة على مجمل الوضع الإقليمي في المنطقة والعالم، وهو أشبه بالزلزال الشديد في قوته وصدمته، وستكون له ارتدادات وتداعيات مرعبة...

لم يذكر( محللا ) واحدا سببا علميا مقنعا يفسّر طبيعة ونوعية وكمية المواد الأخرى( المحتملة) التي تسببت مع نترات الأمونيوم في (قوّة وحجم وصوت الإنفجار الشديد، والعصف والدمار الهائل، والسحابة الدخانية الكثيفة والعالية، واتخاذها شكل الفطر خلال الثواني الأولى من التفجير)..

هذا موجٌ لا تبحرُ فيهِ الكلمات، هذا جرحُ بيروت، سيّدةُ المدائن والبيوت..

يجب التركيز على المجرمين ومحاسبتم دون غيرهم، بمعنى لا يجوز أن نسقط الطائرة ومن فيها لنقتل الخاطف..!!

سيحتاج العراق الى جهد كبير لتدارك نتائج وتداعيات هذه الجرائم والإنتهاكات المدانه..

عشناها صغارا، ونذكرها كهول، هكذا كل الحكايا تبتدي، ثمّ تزول..