يا بغداد.. بقلم ضياء الوكيل

أدري بأنّك يا بغدادُ ثَكْلى، وعيناكِ خاويتانِ من الدمع، وصلاةُ الطيرِ على أبوابكم تُتلى، ماذا نقول وقد تساوى الرخيص يا بغداد بالأغلى، وما زلنا نلوك حصاة الصبر مع الصبر، ونشدّ على الأوجاع بالدِّفلى، هل تذكرين يا بغداد..؟؟ وعينُ الرصافة تحضنُ أختها في الكرخ، ودجلة القديس للعينين كُحلا، ما كان لي وأنا على الجسر القديم، أن أخافَ على الذين أحبّهم، فما زالوا شبيبةً وصغاراً، والجرحُ يا بغدادُ معمّراً.. كَهلا، فاصبري وتحمّلي وتجمّلي، فهذا أوان الصبرِ يا بغداد، فالشامتون سيوفهم نجلا، وما أدراكِ فقد يصيرُ الصعبُ يا بغداد سهلا..

********

أدري وتدرينَ يا بغداد.. أنّ يداكِ ارتطمنَ في القاعِ والصديد، عشرون عاما وخيول الدماء تضرب في الصحراء، وعينُ اللهِ تَرْقَبُ من بعيد، وما للظالمينَ مِن مَحِيدْ، فكلّ قطرة دمٍ نزفت ظلماً.. سينبتُ فوق مسقطِها وريد، وفجر جديد، وإن تفطّرت الأرحام يا بغدادُ، وشاخت كلّ أجنّتها، واحدودبَ الزمان والإنسان والحديد، تبقين يا زهو الفناجين فينا، صوت الضمير الحي، والإباء، وبيت الرجاء، والكبرياء، والقصّةُ الثكلى، وتبقى المروءةُ يا بغدادُ حُبلى..

  

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.