ولعلك الآن ترى.. بقلم ضياء الوكيل*

(مهداة الى المفكر العراقي الكبير عزيز السيّد جاسم لمناسبة ذكرى تغييبه)

السلامُ عليك أبا عليٍّ، في كلّ يومٍ، وفي كلّ ذكرى، هكذا الأيامُ تترى، ولعلك الآن ترى، من سدرة المنتهى، أننا نحتفي بيومك من بعيد، وذلك درسٌ لو يعلمون مجيد، وعزاؤنا أن العقل يستقصي مدارك، ويبحثُ في قرارك، كيف آستطعت أن تجعل الحرفَ بيتاً، والفكر سقوف، كيف آستحال العلمُ سيفاً، ثم كفّاً، وحروف..؟؟، أدري وتدري بأنّك عشت لهذا، وخضت صراعا لا رحمة فيه، ركبت المنايا، وشربت الخطر، وكنت كثير التحدي قليل الحذر، غيّبوك نعم، قد يقتلوا الكاتب، ولكن لن يطفئوا الأفكار والكتابه، كنت شلالا من العطاء، عظيم الضياء، سيّد الحكمه، فطوبى إليك في ذكراك، ومعذرةً، أنّ صوتي شجيٌ ومكلوم، فأنت تعلمُ.. أنني أطوي الجناحَ.. على نازفٍ في الضلوع، والنفسُ تأبى أن تجامل أو تحابي.. هكذا علمْتَنا أن أنقى الحضورَ ما يسجلُ في الغيابِ، فعلمني كيف أناجيك في ذكراك، أرني أنظر إليك، إلى مقلتيك، إلى مرتقاك المهيب، لعلي ألمح طيفك الحبيب، وأنثر الطلع فوق جرحك الخضيب،  لك العتبى يا حبيب…

               السيّد عزيز السيّد جاسم
*(ضياء الوكيل ) خبير سابق لدى منظمة التربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو)

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.