ملتقى الرافدين الأول.. دعوة للتفاؤل وإصرار على النجاح.. بقلم ضياء الوكيل*


تشرفت بحضور ملتقى الرافدين الأول للحوار المنعقد في بغداد بأيامه الثلاثة ولاحظت المستوى المتقدم والجهود المبذولة في التنظيم بدءا من استقبال المعرّفين وتعاونهم مع المدعوين عند نقاط التقاطع في المنطقة الخضراء وذات الترحيب في المحطات الأخرى وصولا لقاعة الندوات داخل الفندق ولفت نظري التنسيق القائم بين القوة الماسكة وتشريفات المركز وذلك دليل على استحضارات وجهود مسبقة بين الطرفين تستدعي الاعجاب وتستحق التقدير.. ومن دواعي سروري أنني حظيت بالمشاركة في ورشة ( تطوير الشرطة وتطبيق القانون) في يوم الأحد 3 شباط 2019 ولاحظت مستوى التفاعل الذي شهدته طاولة النقاش بين الضيوف الذين شكلوا تنوعا ثقافيا وعلميا واجتماعيا ينتمي لدول متعددة.. وتابعت ميدانيا منصة الحوار في القاعة الكبرى وذلك الزخم المتدفق بالحضور النوعي ومستوى المشاركة الذي أغنى الملتقى بالآراء والتقدير الموضوعي والواقعي للمواقف والملفات ذات البعد الحيوي والحساس، ومن وجهة نظري كتقييم أولي فأني أرى في هذا الملتقى دليلا على تعافي المناخ الأمني في العراق وتنامي دور المراكز البحثية الرصينة في إشاعة وتكريس ثقافة الحوار الهادئ البنّاء والنقاش الواقعي في البحث عن حلول للأزمات التي تعصف بالبلد وهو متنفس ديمقراطي بحاجة الى التبني والتعزيز ويبقى ذلك مرهونا بتوفر الإرادة السياسية القادرة على التوظيف والإستثمار في هذا المجال الحيوي وأرجّح ذلك خلال المرحلة القادمة، وقد شهد جدول أعمال الملتقى حرصا إقليميا ودوليا على الحضور والمشاركة في حواراته وورشه النقاشية وبما يؤكد على تصاعد الإهتمام العالمي بالعراق الذي بدأ يخطو بثقة نحو استعادة دوره الإيجابي على صعيد المنطقة وما هو أبعدُ منها وهذه محطة إيجابية تدعو للتفاؤل والأمل، وفي الختام لا بد من كلمة إنصاف بحق إدارة المركز الذين وجدتهم يتابعون ميدانيا وبشكل شخصي مسار النشاطات والإجراءات وبأدق التفاصيل وأخص بالذكر السيد زيد الطالقاني رئيس المركز والدكتور طالب كريم المتحدث الرسمي وبالتأكيد شاركهم في البذل والجهد والعطاء مجلس إدارة ومستشارين وخلية عمل مثابرة ومتعاونة وبالنتيجة ساهموا جميعا في إنتزاع النجاح والإعجاب لهذه التجربة الرائدة وغير المسبوقة في الحجم والتقنيات والتغطية والإهتمام وتلك جهود تدعو للإعتزاز وتستحق الإشادة والثناء والتقدير …

*مستشار ومتحدث سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وعمليات بغداد ( 2012-2013)

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..