المنفذ والمتواطئ والشريك في جريمة العدوان الغادر على الحشد الشعبي… بقلم المستشار ضياء الوكيل

تنصل الولايات المتحدة الأمريكية ونفيها الضلوع في العدوان الجوي الغادر الذي استهدف قطعات الحشد الشعبي عند الحدود العراقية السورية مساء الأحد 17 حزيران 2018 لا يعفيها من المسؤولية القانونية والعسكرية والأخلاقية لما ترتب على ذلك الإعتداء الآثم من تضحيات في الأرواح والمعدات دون مسوغ عسكري أو سياسي أو حتى سابق إنذار أو تصعيد…

 لماذا..؟؟

لأن المنطقة المستهدفة بالغارة المعادية تخضع للسيطرة الجوية والعسكرية والإستخباراتية للتحالف الدولي الذي تتزعمه أمريكا ولا يمكن القيام بأية عمليات جوية دون علمها وموافقتها المسبقة وهذا يعني من حيث المبدأ أن واشنطن إن لم تكن المنفذة الفعلية للعدوان فهي شريكة ومتواطئة في تنفيذه.. أما الطرف الآخر المتهم فهو (الكيان الإسرائيلي) الذي التزم الصمت طبقا لقواعد اللعبة القذرة والخبيثة التي تنفذ على الأراضي السورية ولنفترض جدلا أن تل أبيب هي التي نفذت الغارة المذكورة فأنها وبكل تأكيد استحصلت موافقة واشنطن ونسقت مع الروس لأسباب عملياتية وفي كل الأحوال فأن طرفا المعادلة العسكرية في سوريا ( روسيا وأمريكا) يعلمون من نفذ الغارة ومساراتها وتوقيتاتها بحكم تقنيات المراقبة والسيطرة التي تتضمن عدة مستويات ( أقمار صناعية، طائرات أواكس، طائرات مقاتلة، طائرات مسيرة) ولا يختلف الأمر كثيرا إن نفذت الغارة بطائرات أمريكية أو إسرائيلية فكلاهما وجهان لعملة واحدة وربما حكمت الضرورات السياسية وليست الميدانية تبادل الأدوار بينهما وهذا يستوجب التحسب والإنتباه والحذر لما يجري خلف الحدود والتدخل إن اقتضت المصلحة الوطنية ذلك .. والتحليل الدفاعي والإستنتاج يشير الى الآتي: (أن أمريكا شريكا متواطئا وداعما لوجستيا في تنفيذ جريمة العدوان الذي استهدف الحشد الشعبي وبما يخدم أطماعها ومصالحها ومخططاتها في إثارة الفتنة والفوضى والحروب في عموم المنطقة، و(الكيان الإسرائيلي) هو صاحب المصلحة والهدف وعصاهُ الغليظة، أما الروس فهم شاهد الزور والشيطان الأخرس، وداعش هي المستفيد والمستثمر في الجريمة، وأن المشهد قد يتكرر لأن الأسباب ما زالت قائمة والطبخة المعدة للمنطقة لم تنضج بعد)…

وختاما نقول أن عقارب الساعة لن ترجع الى الوراء وأن أرض العراق غير سالكة لبرابرة العدوان والإرهاب والتكفير والفتنة ولن تستطيع (واشنطن واسرائيل) نفخ الروح في جسد الإرهاب المتحلل والمتعفن وأن عدوانهما الغاشم لم ولن ينال من إرادة وعزيمة وإصرار الحشد الشعبي على مواصلة التصدي للإرهاب التكفيري ومطاردة فلوله وحماية الأرض العراقية والدفاع عن حدود الوطن بالتعاون والتنسيق مع إخوانهم في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.. الرحمة للشهداء الأبرار والشفاء لجرحانا الأبطال بأذن الله تعالى…

*مستشار إعلامي وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية

 

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..