التاريخ لا يموت… بقلم ضياء الوكيل*

(مهداة إلى شهداء ورجال الجيش العراقي المشاركين في حرب تشرين عام 1973 في ذكراها 47)

إن تظاهرَ التاريخُ أنّهُ نائمٌ، فلا تصدّقوه، ولا تنظروا صوبَه، سيقذفكم بالنعاسِ والغفله، وتبدون صحاةً، وأنتم رقود، والأيامُ تدور، والحادثاتُ جسامُ، والحروبُ مواجعٌ، ما لهنّ من الدماءِ فطامُ، في كل شبر لها وشمٌ، وآثارٌ وأختامُ، هل تذكرون حرب تشرين، والجولان، واستغاثة الشام، ونداءَ فلسطين، وصرخةُ المستغيث بعرفِ الصادقينَ ذمامُ، وجيشُ العراقِ أول المنتخين كرامةً، وأشرفُ العابرين إلى الشهاده، وعراضةُ الأمهاتِ سلاحهُ وعِتادَه (آنه آمّك يا وليدي النشمي، هزّيت ولوليت لهذا)، كأنّها راجماتٌ على العدى..، وحديد، وكان أبيا صادق الوعد عنيد، عجلا يسابق صحبَه أن لا يرى من قبله أحدا يخرُّ شهيد، فمن يجرؤ الآن أن يسالَ  الجولان عنّا، كم شهيدا فيها منّا..؟؟ عن نخوة القتال، وتضحيات الرجال، من خلع ذلك العلم الكبير،من جذورهِ، والقاهُ عند أقدام الغزاة. شامتا مغرور، من يسمع الحادي وهو يصيح (هلي يا من ضيّعوني، وبسوك الرخص يا وسفه باعوني)، كلّهم باعوك، واستباحوا حماك، واستحموا بدماك، يتشابهونَ حدّ إلتباسِ الوجوهِ علينا، هذا قزمٌ فاشلٌ، وذيّاكَ عارُ، ظنّوا أن شهودكَ موتى، والباقيات بُوارُ، وما علموا أنَّكَ جرحٌ، أبيٌ، صامدٌ، يشقّ سواد ظلمتِكَ النهارُ..

*صورة ( ضياء الوكيل ) من الآرشيف تعود الى العام 2013

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد (2012-2013)

من أناشيد فلسطين الحماسية ( راجعين بقوة السلاح) للراحلة أم كلثوم

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.