كلمة وما قلتهاش

خالد القشطيني   خالد القشطيني صحفي عراقي ( 17 ايار 2015)

في احتفالية نادي الصحافة العربية ومنتدى الإعلام العربي في دبي لمنحي جائزة الصحافة العربية لكاتب عمود، وجدت نفسي خائفا من ارتقاء منصة القاعة لتسلم الجائزة من الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد إمارة دبي، فلم يكن السلم مزودا بدرابزين أمسك به. خفت أن أقع إلى الوراء وأنتهي بين يدي الطبيب بدلا من يدي الشيخ حمدان. حاولت الاعتذار فكتبت كلمة شكر واعتذار سلمتها لاعتمادها من قبل زميلي الدكتور رشيد الخيون، الخبير بشؤون المنطقة. قرأها أبو سارة وقال: كلام معقول، ولكن البرنامج لا يسمح بإلقاء كلمات. قلت طالما صرت أحسن كاتب عمود فلأنشرها في عمودي. وها أنا فاعل:

صاحب السمو وحضرات الحاضرين، أشكر نادي الصحافة على حسن تقديرهم وأعتذر عن عدم استطاعتي الصعود للمنصة لعدم وجود درابزين أمسك به.

سمو الشيخ، لقد تكلم معالي الوزير الدكتور أنور قرقاش صباح اليوم وقال: إن الإمارات خرجت الآن من نطاق العالم الثالث. وهي الآن من دول العالم الأول. واستشهد كدليل على ذلك فقال: إن معدل عمر المواطن فيها أصبح في حدود 75 سنة.

يا صاحب السمو، دول العالم الأول أيضا لها مشاكلها. طول العمر أصبح مشكلة فيها. ما عاد الناس يموتون بسهولة ويخلصون منهم. والمسنون فيهم المعاقون. والمعاقون يحتاجون لمساعدة وترتيبات خاصة. منها أن يزود كل سلم فيه أكثر من درجتين بدرابزين يمسك به المسن والمعاق لئلا يقع وتنكسر رجله ويصبح عالة على الدولة.

ولكن مثلما هناك مواطنون معاقون ويحتاجون لدعم، هناك أيضا دول مسنة ومعاقة وتحتاج لدعم وعون. الدولة العربية عمرها أكثر من 1400 سنة. وطني العراق عمره 7000 سنة. مصر تعب الناس من عد سنين عمرها. هذي كلها دول مسنة ومعاقة وتحتاج لمن يساعدها ويمسك بيدها عندما تمشي. تحتاج لدرابزين تمسك به كلما تحاول الصعود على أي سلم. سلم الحضارة سلم طويل يا صاحب السمو، ويتكون من مئات الدرجات. الدولة المعاقة التي تحاول الصعود عليه تحتاج إلى درابزين قوي تمسك به وعكازة تستند إليها. تحتاج إلى معلمين يعلمونها التوازن عند المشي وعند الصعود، بحيث لا تنحرف أو تميل لليسار أو لليمين وتدوخ وتقع. تحتاج لمن يعلمها الاعتدال والسير بتأن، خطوة خطوة، مثل ما أنا أسوي في هذه الأيام.

وما فيها أي عيب. أنا كل ما أمشي أقول لأبو سارة، الدكتور رشيد، عزيزي أبو سارة خذ بيدي وياك. ويمسكني الرجل من ذراعي بكل طيبة وممنونية. ماكو فيها عيب. الإنسان العاقل يعترف بنقصه وبحاجته للآخرين. هذا موضوع ما يسمح للمكابرة والتجبر. وكل من يحاول يغالط ويدعي بأكثر من طاقته راح يعثر ويقع وتنكسر رجله.

ويا حضرات المستمعين، ياما وياما عثرنا ووقعنا وكسرنا رجلنا. وأعتذر لكم جميعا عن كل هالدردشة. عجوز معاق ويدردش. وعليكم السلام

شاهد أيضاً

أول راتب وذكريات لا تنسى.. بقلم ضياء الوكيل

لا يخلو العراق من أهل الخير والضمائر الحيّة (والحظ والبخت)كما يقال، لكنهم كالقابضون على الجمر في زمن الفساد والفتنة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.