تصعيد أم تهدئة… بقلم ضياء الوكيل*

الإنسحاب الأمريكي من القواعد العسكرية العراقية ورغم إيقاعه السريع.. إلا أنه ومن وجهة نظري (خطوة سياسية أمريكية ذات بعد عسكري ميداني)، (تجنبت) فيها واشنطن محاولات (إستدراجها) إلى مواجهة عسكرية لا تريد التورط فيها وتوقيتها لا يخدم مصالحها في الوقت الراهن، والإنسحاب نقلة (ذكية وماكرة) في لعبة الشطرنج الدائرة على الأراضي العراقية، وهي إجراء تكتيكي لا يتقاطع مع الإستراتيجي، والدليل أن قاعدة (عين الأسد) لم ترد في جدول الإنسحاب، وبذلك تكون أمريكا قد أصابت عدّة عصافير بحجر واحد..!! أما الفصائل العراقية المناهضة للوجود الأمريكي فأنها حققت أكثر من نقطة في الجولة الحالية وكالآتي (الإنسحاب ستعده نصرا لنهجها المسلح، وعدم الانسحاب مبررا لمواصلة هجماتها)، وفي كلا الحالتين (تبرز كلاعب رئيسي يفرض نفسه على الساحة العراقية والملف الإقليمي، وما يترتب على ذلك من استحقاقات)، وفي النتيجة فأن الكل يتقن قواعد اللعبة، ويحترم بنودها، ويتحرك في إطارها، وما يراه البعض تصعيدا قد يكون محاولة للتهدئة، والعكس يصلح للقياس، وتطورات الموقف الآن مرهونة بالنقلة القادمة، وفي إعتقادي أن خيارات المناورة فيها أصبحت محدودة، ولكن ذلك لا ينفي أن التوتر لا زال مخيّما على العراق والمنطقة، والإحتمالات مفتوحة.. واللعبة مستمرة..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وعمليات بغداد( 2012-2013)

*خبير مرشح لعضوية اليونسكو

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..