المشهد في كركوك أشدّ عمقا وتعقيدا مما يبدو أو يسوّق في الإعلام، والشعارات والخطابات السياسية المؤدلجة والنارية والمستفزة لن تحل مشاكل المدينة، وقد تزيدها توترا وتصعيدا واضطراب، وتوقظ الفتنة النائمة، والجراح المُعدية..

كلّ النهايات واحدة، لا تخطئها العَين، ستلتقي عندَ فجرِ الأرض، في بقاعٍ ليس لها شبيهٌ بين خطوطِ الطّولِ والعَرض، عليها قبابٌ مطهرةٌ نبيّه، فوق ذروتها هلال، كأنّما أذّنَ في محرابِها بلال..

نام بريغوجين على وسادة الأوهام، واشتطّ به الخيال نحو قباب الكرملين، وعرش القياصرة، لم يصحو على مرارة الحقائق، بل لعب على حبل المجازفة، ومشى على حافّة الوتر المشدود، وتجاهل الحكمة، وتقدير المخاطر، والحذر، لم يقتلوه ولكنه قتل نفسه، نصب مشنقته وصعد اليها..

قد يكون الصمت أو التجاهل أكثر ضررا من التصريح وكشف الحقائق..

إن كانت العدالة جوهر الأخلاق والإنصاف والحقّ، فالعدلُ أساسُ المُلك..

المفروض أن يتحمل كل طرف مسؤولية انجاز المشروع داخل أراضيه وحدوده، ويلتقي الطرفان عند النقطة صفر على خط الحدود المشترك..

وفق(نظرية فريدمان) فأن الدفاع عن الدولار في  المنظور الاستراتيجي الدفاعي الأمريكي لا يقل أهمية عن الدفاع عن الأساطيل وحاملات الطائرات والغواصات النووية..

توقيت زيارة الوفد الكويتي لبغداد جاء عشية ذكرى(الثاني من آب).. وذلك لم يكن مصادفة بل هو مخطط له بعناية، ومقصود، وفيه استدعاء للتاريخ ولكن في البعد السلبي المعاكس، فالحركة نحو الأسفل، والخطوات الى الوراء..

في زمن الفتنة والفساد والفشل، يقلّ العمل، ويكثر الجدل، ومن يتحدث بالمنطق والحكمة كمن يرفع أصبعه في وجه الليل، أو يزرع قنديلا في كهفٍ مخيف، فالناس أعداء ما جهلوا، ونشر الحكمة في بيئة مضطربة.. يورث العداوة والبغضاء والإحباط..

فمن طغى.. واستعصم بالهوى، والجبروت، سَيَلِفّهُ الموتُ والتابوت، ويأكله الدود يا ثمود، فمتى يا يونس الموعود تبرحُ بطن الحوت..؟؟ متى..؟؟