أعادت أمريكا تموضعها السياسي والإقتصادي في الشرق الأوسط والخليج،وأبرمت عقوداً وصفقات تشبه (زواج المصلحة) ما بين السياسة ورأس المال والمصالح، وترسانة القوّة والنفوذ والسلاح، وقد قطفت الثمار في أكبر عملية تدفق مالي في التاريخ، تجاوزت بضع ترليونات من الدولارات خلال زيارة رئاسية خاطفة، الخلاصة: أن أمريكا حدّثت وسائل وأساليب السيطرة والتحكم بقلب العالم، وطاقة العالم، وخزائن الخليج وثرواته الهائلة، وبتروله المتدفق سيولة وصناعة ومستقبل، وطبعا الصين ليست بعيدة عن هذا التحرك، فالمطلوب تحجيم فرص تسللها الى المنطقة، ولكن الصين تلعب بدأبٍ شديد مثل النمل، وتلاعب بطريقة ذكية وكفوءة، واللعبة مستمرة وستأخذ أشكالا متعددة، ويتساءل البعض: هل أثّرت القمم الخليجية الأمريكية على قمّة بغداد؟؟ والجواب (أنّ كلا الحدثين يختلف في الأهداف والغايات والمقاصد السياسية والدفاعية والإقتصادية)، لكن ذلك لا ينفي أن ما حدث في الخليج قد ألقى بضلاله على مجمل الوضع في المنطقة، ولا يمكن تجاهله في حسابات السياسة الإقليمية والدولية ..
*مستشار وناطق رسمي سابق