حطام التفوّق.. بقلم ضياء الوكيل

استند الرئيس ترامب خلال حملته الإنتخابية على شعار ( لنعيد إلى أمريكا عظمتها) ونجح في كسب الرأي العام في الداخل الأمريكي وحصل على تأييده الذي ألبسه عباءة الرئاسة، وظل ينفخ في ذلك االشعار المتناغم مع عقلية الإستعلاء الأمريكية حتى تاريخ إسقاط طائرة التجسس الأمريكية فوق مياه الخليج حيث تمرّغت عظمة أمريكا وهيبة سلاحها ببارود الدفاعات الإيرانية المتأهبة..

فهل سيمرر ترامب تلك الصفعة المهينة التي أصابت النسر الأمريكي بجراح لم تندمل سريعا..؟؟ وألحقت ضررا سياسيا كبيرا بمكانته ومصداقيته وفرصه الإنتخابية المقبلة..!! ما هي خياراته المتاحة..؟؟ هل ستخضع لصفقة مساومة تتحكم فيها لغة السياسة والأرقام والربح والخسارة والجمع والطرح.. أو تكون فتيلا يشعل حربا مدمرة في المنطقة وذلك مستبعد في المرحلة الحالية، وربما يكتفي بضربة عسكرية محدودة تستعيد فيها واشنطن هيبتها المكسورة بعد تهيئة المسرح الإقليمي والدولي لذلك، وقد يوكل الملف إلى مستشاره الأمني جون بولتن لتنفذ ال(CIA) دورها القذر في حروب سرية انتقامية تستهدف المسارح الثانوية في المنطقة بهدف المشاغلة والإنهاك وتشتيت الإنتباه.. والعراق ليس ببعيد عن نيرانها بحكم عوامل الجغرافية والتاريخ..!!

والإعتقاد السائد أنّ القاسم المشترك بين كلّ تلك الخيارات هو أن أمريكا ستواصل سياسة الحصار والضغط الإقتصادي والسياسي والنفسي على إيران.. وذلك ينطوي على خطورة بالغة لأن الحصار الجائر سلاح محرّم ولا إنساني ويهدف إلى إذلال وتجويع الشعب الإيراني المسلم في محاولة لتركيعه وكسر إرادته الوطنية وإشاعة الفوضى والمزيد من الأزمات في الشرق الأوسط والخليج ومن العار المشاركة فيه أو التواطؤ في تنفيذه فذلك يتقاطع والمبادئ والقيم الإنسانية.. أما سياسيا فأنه سيتسبب في رفع منسوب التوتر والإحتقان وعدم الإستقرار في المنطقة وذلك لا يخدم أحدا…

وفي إعتقادي أن كل الإحتمالات واردة والصراع يحتدم صعودا تغذيه جملة من العوامل التاريخية والجيوسياسية، وقد تتظاهر أمريكا بالسكوت واللامبلاة وتغيير مسار الأحداث بعيدا عن خططها وأهدافها الحقيقية وذلك يستدعي المزيد من الحذر فتاريخ أمريكا حافل بالخديعة والمكر والمناورة والإنتقام وتربص الفرص السانحة والزوايا الميتة..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد ( 2012-2013)

شاهد أيضاً

متى تستريح..؟؟ بقلم ضياء الوكيل

ستون عاما خطفنَ مثل البرق في لمح البصر..