رسالة مفتوحة الى السيد محمد مهدي البياتي … بقلم ضياء الوكيل

 أنت مواطن عراقي قبل أن تمتهن السياسة ومن شريحة عانت الظلم والتهميش طيلة عقود مضت ويفترض أن ذلك الواقع المرير قد منحك قدرة إنسانية ملهمة وبصيرة فكرية بنّاءة للتشبث بقيم العدالة والحرية والإنصاف والحكمة في التعاطي مع الشؤون السياسية والاجتماعية العامة تصريحا وتلميحا وفكرا وعقيدة.. ولكن تصريحاتكم التلفزيونية الأخيرة نقضت ذلك التوصيف وانطلقت في مسار مختلف لتوزع الاتهامات على العراقيين وتصنفهم سياسيا وتملي عليهم وتخونهم تحت عنوان (من لم ينتمي للأحزاب فهو بعثي)، إنّك بهذا الطرح المفخخ تصادر الحريات وتستخف بإرادة الناس وتحاصرهم في خياراتهم وتتهمهم ظلما وبدون وجه حق..!! ووفقا لطروحاتكم فأن على العراقيين أن يثبتوا براءتهم بالإنتماء إلى الأحزاب أو يواجهوا اتهاماتكم الباطلة..!!

هذا طرح إقصائي يثير القلق والريبة، وتقسيم للمجتمع على أساس سياسي، وفيه تخويف وتهديد وتحريض وإثارة للخلاف والإختلاف، وفرضيات مؤدلجة وافدة من فكر منغلق وعصبيات مرفوضة.. ليس من حقكم توجيه الاتهام لأحد أو تخوينه والتشكيك بذمته أو الطعن بوطنيته فأنت لست قاضيا أو وصيا على العراقيين وأطالبكم وبدافع الحرص الأخوي ولمعالجة الجرح الذي أصاب الروح الوطنية والإنسانية العراقية بالتراجع عن تصريحاتكم وما ورد فيها من مقاربة ظالمة ومرفوضة وإلى سحبها دون تردد وبمنتهى الوضوح والصراحة والإعتذار للشعب العراقي عن الإساءة والإهانة التي تسبب بها حديثكم المذكور وفي ذلك شجاعة وفضيلة نأمل أن تستثمروا فيها وأرجح ذلك بما عرفته عنكم.. وأدعوكم إلى الاهتمام بمعاناة المجتمع وهمومه والالتفات للواقع الخدمي المتردي الذي يعانيه الناس ومعالجة الأزمات المستحكمة ( الماء، الكهرباء، الصحة، السكن، البطالة، الفساد ) بدلا من إثارة مواضيع لن تؤدي إلا إلى المزيد من الإخفاق والإنحدار والفشل ..

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..