القوات الامريكية تعود الى العراق.. وهجوم الحويجة على قوات “ داعش ” فضح الاستراتيجية الجديدة.. والرهان الاكبر على الاكراد.. والصراع مع روسيا يرتكز على التقسيم الطائفي…

قوات-امريكية-في-العراق-600x400

القوات الامريكية تعود الى العراق.. وهجوم الحويجة على قوات “ داعش ” فضح الاستراتيجية الجديدة.. والرهان الاكبر على الاكراد.. والصراع مع روسيا يرتكز على التقسيم الطائفي

كذب الامريكيون في تعاطيهم مع الملف العراقي مرتين، الاولى عندما اكدوا ان (نظام صدام حسين) يملك اسلحة دمار شامل اخفاها عن المفتشين الدوليين، والثانية عندما ارسلوا ما يقرب من 500 جندي امريكي خلال العامين الماضيين، وقالوا ان هؤلاء مجرد مستشارين، ولن يشاركوا في اي عمليات عسكرية برية ضد “الدولة الاسلامية”.

العملية المشتركة التي شنتها القوات الامريكية وقوات البشمرغة الكردية على موقع لهذه “الدولة” في “الحويجة” العراقية لاطلاق مجموعة من الرهائن، اكدت ان هذا القوات بدأت تنفذ عمليات اقتحام على الارض، ولم يعد دورها ينحصر في اطار التدريب والاستشارات.

المعلومات الاولية عن هذه العملية تؤكد تحرير 70 رهينة كانوا محتجزين في المجمع الذي تعرض للهجوم ليس بينهم اي كردي، وفي المقابل قتل جندي امريكي من القوات الخاصة، واكثر من 30 من مقاتلي “الدولة الاسلامية” كانوا يحرسون المجمع.

ثلاثون جنديا امريكيا من قوات “الدلتا” الامريكية الخاصة شاركوا في هذه العملية، الى جانب اربعين جنديا من البشمرغة الكردية، اي انها كانت عملية امريكية بامتياز، والدور الكردي فيها كان ثانويا.

لا نعرف ما اذا كانت حكومة السيد حيدر العبادي على علم مسبق بهذه العملية ام لا، لكن كل الدلائل تشير حتى الآن انها تمت من وراء ظهرها، ومن خلال التنسيق مع حكومة اقليم كردستان العراق.

من الواضح ان عدد القوات الامريكية المتصاعد في العراق يوحي بأن الادارة الامريكية بدأت تطبق سياسة عملياتية عسكرية جديدة تقوم على اخذ زمام المبادرة على الارض، وعدم الاكتفاء بالقصف الجوي.

عملية هجوم “الحويجة” هذه ربما تكون مقدمة او مجرد “بروفة” لعملية اوسع لاستعادة الرمادي كتمهيد لاستعادة الموصل، خاصة ان السيد العبادي احتفل بالامس بتحرير مدينة بيجي، التي توفر مصفاتها الرئيسية ستين في المئة من احتياجات العراق من المحروقات.

القيادة العسكرية الامريكية، التي باتت تزداد قوة ونفوذا في العراق، قررت الاعتماد على قواها لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية”، ومحاولة القضاء عليه في العراق، بعد ان يئست من قدرات الجيش العراقي في هذا الصدد، وهو الجيش الذي اتهمه اشتون كارتر وزير الدفاع الامريكي بانه لا يملك ارادة القتال، ولا يمكن التعويل عليه.

الاحتلال الامريكي للعراق عاد فيما يبدو تحت غطاء محاربة “الدولة الاسلامية”، وبهدف القضاء عليها، وعلى خطرها، ولا نعتقد ان القيادة العسكرية الامريكية تضحي بجنود قواتها الخاصة لولا انها عاقدة العزم على تكريس وجودها العسكري مرة اخرى للحصول على قواعد عسكرية، وفرض اتفاقات امنية وعسكرية على الحكومة العراقية الحالية، وهو ما فشلت فيه سابقا واضطرت للانسحاب بنهاية عام 2011 حردا.

قواعد اللعبة تتغير بسرعة في العراق وسورية، بل والمنطقة بأسرها، واخر حلقات هذا التغيير اعطاء العبادي الضوء الاخضر للروس لاستخدام الاراضي العراقية كنقطة انطلاق لشن عمليات برية وجوية ضد قوات “الدولة الاسلامية”، تماما مثلما فعلت السلطات السورية.

الصراع الروسي الامريكي في المنطقة، ومن نافذة محاربة “الدولة الاسلامية” سيزداد سخونة في الاشهر والسنوات المقبلة، وبدأ يرتكز على ارضية التقسيم الطائفي للأسف، ونقولها بكل مرارة، والعرب يساقون الى مقصلة هذا الصراع وهم مفتوحي الاعين، ولكن عقولهم مغيبة، وهنا تكمن المأساة.

“راي اليوم”

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..