عراق بلا صحف !!؟؟؟

 فم مفتوح … فم مغلق  / عراق  بلا صحف  

زيد الحلي 1  زيد الحلي

 شجرة اخرى في بستان الصحافة العراقية تموت ، ونحن على ضفاف الاحتفال بعيدها السنوي ، بسبب اهمال البستاني ، ممثلاً بالدولة التي جعلت الصحف تتأرجح في اتون اللامبالاة وعدم الرعاية ، حيث اخذت تعامل الصحف كعدو لها، وليس كشريك في البناء وتأصيل الديمقراطية .

الزميلة صحيفة (البيان) ودعت قراءها مؤخراً ، بصمت ، وآثرت الانسحاب حين ادركت ان مناشداتها تحفر في هواء فاسد، وتذهت ادراج الرياح … ويبدو ان (البيان) كانت البداية، وبعد ذلك ستكر “مسبحة” وأد مجموعة اخرى من الصحف والمجلات ، في اجواء صمت رهيب من الدولة ، بل اجد انها مرحبة بتقليص اصوات الصحافة ، دراً لوجع الرأس الذي تسببه اصوات الحق من كتاب المقالات والتعليقات والتحقيقات الصحفية .

المرحلة القادمة، ستشهد وجود اعداد وفيرة من الصحفيين بلا عمل، في وقت تضخ فيه كلياتنا وجامعاتنا  الرسمية والاهلية، مئات من الخريجين بإختصاصات اعلامية متنوعة … معادلة تبعث على الأسى!

اتساءل مع نفسي عن مبررات عدم اهتمام المسؤولين عن الثقافة والاعلام في رئاستي مجلس الوزراء والنواب ، بقطاع الصحافة ، ولاسيما الصحف الرصينة، وهو القطاع الأهم في دول العالم المتحضر ، فالصحافة هي جسر البناء والحرية الذي تمشي عليه المجتمعات بيسر وانسيابية … لم اجد جوابا مقنعا ، اللهم إلا انها عقوبة للصحافة لأنها سلكت الطريق الصواب في محاربة المفسدين والفاسدين، وأشرت نقاط الضعف في رؤية المسؤولين في ادارة بلد شاسع المدى ، عميق التاريخ  مثل العراق .

لقد فات (من يتولى أمرنا !)  حقيقة يعرفها حتى مبتدئو السياسة  ان  للصحافة مدى واسع التأثير على تشكيل البناء الادراكي والمعرفي للفرد والمجتمع ،  ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعه والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حولها .

عار على بلد لا يديم صلته مع صحافته ، فالصحفيون عيون ثاقبة وآذان سليمة السمع ، لكل احوال المجتمع ، وهم مرأة لا تقبل الخطأ في عكس الصورة ..ولا يمكن بناء الديموقراطية دون صحافة قوية ومستقلة ذات صدقية. .. فهل ادرك من بيدهم الامر هذه الحقيقة ؟

لا أعتقد ، ففي آذانهم صمم مقيت … ومريب !

ان استقراءاً سريعاً  لواقع الصحافة العراقية اليوم  ، يبين ببساطة  ان الأغلبية الساحقة من المؤسسات الصحفية على أبواب الإفلاس ومعرضة للغلق ، دون وجود بارقة أمل في اتخاذ خطوات سريعة لإنقاذها ،

اقترح القيام بعقد ندوات دراسية ، لمناقشة واقع حال الصحف العراقية ، قبل ان ننهض صباحا ، فلا نجد سوى صحيفتين او ثلاث ، ترضع من ثدي الدولة….  فقط !

 

 

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.