موقف أنصار الله الحوثي في إسنادِ ونصرةِ إخوانهم في غزّة.. (مبدئي وثابت) وغير خاضع لحسابات ومناورات السياسة والمصالح، والدليل رفضهم للعرض الذي نقله لهم أحد ساسة العراق ودعاهم فيه الى (وقف التصعيد وتخفيف حدّة التوتر) في المنطقة، وكان ردّهم بمستوى موقفهم، حيث هاجموا بالصواريخ مطار(بن غوريون في تل أبيب)، وتعرضوا للقطع البحرية الأمريكية بالمسيّرات والقصف والتحدي، وهم يعلمون أن لهذا الموقف المبدئي ثمن وتضحيات ودماء غالية، ولكنها المروءة والنخوة العربية التي لبّت نداء الأخوّة والضمير والواجب الأخلاقي والإنساني،دون أن تلتفت لحسابات الربح والخسارة، وقدمت درسا في معنى الثبات والتضحية ونصرة الحق، وذلك الموقف الشجاع لم تتجرأ على مثله دول كبرى مثل روسيا والصين، ولا دول عربية واسلامية ما زالت تتفرج على حرب الإبادة في غزّة وهي منشغلة بالتبرير والتفسير والعجز والانبطاح، ردّ الحوثيون على منتقديهم بالقول والفعل وتلك ذروة المروءة والشّرف، ولسان حالهم يقول أن موقفهم المبدئي مستقل، وأجندتهم حرّةً عربيةً أصيلة، وهي بعمق حضارة وتاريخ الشعب اليمني الثائر،فهناك مضارب الأخلاق، والتاريخ، والمجد القديم، واسطورة بلقيس، وطوفان مأرب، ونخوة صنعا، وسيفَ ذي يَزَنِ، فأين إخوتهم في بلاد العُرْبِ؟ هل سكتوا من رهبة الموت؟ أم من رهبة الطاغوت والوَهَنِ؟؟..
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع وقيادة العمليات