من الناحية العسكرية والإستراتيجية.. فإنّ طاقة القوّة المستخدمة في الرد الإيراني أقل مما موجود في ترسانتها الصاروخية، وذلك له تفسير يتعلق بالغاية من الرد، وهي تصحيح الخلل في المشهد الاستراتيجي الناتج عن هجوم القنصلية، وليس إشعال الحرب أو سحق الخصم، وهنا طبق المخطط الإيراني مبدأ عسكريا معروفا وهو( توازن القوّة مع الغاية)أو (الاشتباك المحدود)، والدليل أن الحرس الثوري أعلن في بيانه الثاني أنّ(الرد قد انتهى)،وأكد ذلك القادة الإيرانيون، ورغم محدودية العملية العسكرية إلا أنّ كلفتها السياسية ستكون باهظة، والأهم فيما جرى(فجر الأحد 14 نيسان 2024)أن القيادة الايرانية تجاوزت عقبة التردد والتحفظ في اتخاذ القرار الصعب على صعيد المواجهة المباشرة مع اللاعبين الأساسيين والخصوم التقليديين في المنطقة، والسؤال هنا: هل اقتنعت ايران أن الصعود الإستراتيجي يعتمد على شرط أساسي وهو(تحوّل القوّة) أو الإنتقال الى مرحلة التحدّي والصدام المباشر، وتغيير أنماط الصراع، وقواعد اللعبة؟أم أنّه رد فعل لا يمكن القياس عليه؟ هل يزيد ذلك من المخاوف بوقوع حرب وقائية؟ ذلك يحتاج الى المزيد من المراقبة للوضع، وتقييم للخطوة التالية..
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع وقيادة العمليات