خرائط الدم..بقلم ضياء الوكيل*

العرب عقدوا (قمّة السلام) في القاهرة، وانتهت(دون بيانٍ ختامي)، والعدو شكل مجلسا للحرب، وعبأ ترسانته العسكرية لمواصلة العدوان على غزّة، و(عقلاء الأمّة وحكّامها)ما زالوا يتحدثون عن ثقافة التسامح، والحوار الحضاري، والشرعية الدولية،ويزينون للناس فضائل السلام،والحرية والديمقراطية المحمولة على صواريخ أمريكا ومدافع اسرائيل، ويعلمونا دروسا في كيفية الإنحناء المذلّ، والتنازل، والسكوت على جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو، لعلهم يرضون أسيادهم الصاعدين فوق رمادنا، وأشلاء شهدائنا، وركام الحرب، هذه السياسة الخانعة لن تحقق النجاة والسلامة لأحد، لماذا: أولا.. لأن (اسرائيل) لا تعترف بسلطة القانون والأخلاق، وقانونها الوحيد هو القوّة والسيطرة والاحتلال والعدوان، ثانيا: أن (اسرائيل) بالتحالف مع الغرب وأمريكا ستفرض حقائق استراتيجية جديدة على الأرض، تطوي بها حتى اتفاقيات السلام التي تتشبثون بأوراقها المتساقطة في بركة الدم الفلسطيني، خياركم الاستراتيجي صار في نظر الصهاينة جزء من الماضي، ولم يعد يلبي توازنات القوّة الجديدة في المنطقة، وما زلتم تطلبون من الشعوب أن تشطب لغة الدفاع عن النفس، وأن تدمّر ما تبقى من مصادر المقاومة المشروعة لديها، وأن تودع السلاح والكرامة في محطات الزمن القديم، لنعيش مثل الدجاج الأليف على هامش الضعف والعولمة والهوية المصنوعة في الغرف المظلمة، ودهاليز الغرب وأمريكا، أيها(الزعماء والعقلاء) شكرا لنصائحكم ومواعظكم ومراثيكم المكتوبة بحبر مرتجف وغريب، لا مجد لنا، ولا سلام علينا إن قبلنا بها، وندعوكم بدورنا الى اتخاذ موقف حازم وواضح تعلنون فيه بصوت مسموع، غير موارب،رفضكم القاطع لعدوان الصهاينة على غزّة، والضغط بكل الوسائل المشروعة لايقافه فورا، والعمل الجاد لادخال المعونات الإنسانية الى المحاصرين في القطاع الشهيد،لا نقول لكم حاربوا(إسرائيل) فذلك تكليف ضد طباعكم،و(مكلف الأشياء ضد طباعها) كما يقول الشاعر(متطلبٌ في الماء جذوةُ نارِ)، فلا تكونوا شهود زور على المذبحة التي ترتكب في غزّة، فهذا موقف لا يمكن وصفه إلا بالمتواطيء والمتخاذل والجبان، وذلك لا يقبله إلا فاقدي المروءة والضمير، الوقوف مع غزّة واجب أخلاقي وانساني وشرعي ووطني، لأنها دريئة الحق العربي والإنساني في زمن الإنكسار والهزيمة، ودونها سيكون المشهد قاتما ومخيفا، ستفيض الكثير من الأرواح والضحايا، وسيتجول الموت طليقا فوق خرائط الدم.. يقول مارتن لوثر كنج..(أسوأ مكانٍ في الجحيم محجوز لأولئك الذين يبقون على الحياد في المعارك الأخلاقية العظيمة)..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع والعمليات

شاهد أيضاً

تحوّل القوّة.. بقلم ضياء الوكيل*(تحليل)

هل اقتنعت ايران أن الصعود الإستراتيجي في المنطقة يعتمد على شرط أساسي وهو(تحوّل القوّة) أو الإنتقال الى مرحلة التحدّي والصدام المباشر، وتغيير أنماط الصراع، وقواعد اللعبة؟ هل يزيد ذلك من المخاوف في وقوع حرب وقائية؟ أم أن الأمر يحتاج الى المزيد من المراقبة للوضع، وتقييم للخطوة التالية..!؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.