الظلم قاطرة الحروب..بقلم ضياء الوكيل*

الموقف الأمريكي الغربي الداعم للصهاينة بلا حدود، يثير الكثير من الأسئلة المهمة، ومن بينها: لماذا يحمل الغرب منظورين سياسيين مختلفين للعالم من حوله..؟ فيقف مع أوكرانيا في حربها ضد روسيا زاعما أن من حقها تحرير أراضيها من الإحتلال الروسي، في حين يقف إلى جانب الإحتلال الصهيوني وجرائمه ضد المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني..!! ولماذا تطبق قرارات الأمم المتحدة في مكان، ويتم تسويفها في مكان آخر..؟؟ هل الغرب وأمريكا مصابون بانقسام في الرؤيا..؟ هل الانقسام يحتكم لعوامل ترتبط بالمصالح والأطماع والنفوذ والسيطرة.؟ أم له أبعاد تاريخية تعود إلى الصراع الحضاري بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، هل تخلّى الغرب عن نظرته الإستعلائية تجاه الشعوب العربية والإسلامية.؟ هل خلع أردية الحروب الصليبية،والاستعمار البغيض، وجاءنا مبشرا وحاملا (مشعل الحرية والديمقراطية والخبز) ولكن عبر حاملات الطائرات والدبابات والصواريخ الذكيّة، هل جاءوا فعلا لدعم كيان الاحتلال الغاشم في فلسطين، أم أنهم في الطريق لسايكس بيكو جديدة، فحشودهم أكبر وأوسع من حرب غزّة رغم خطورتها، وبشاعة ما يجري على أرضها، وأين ستتجه الخطوة التالية للإحتلال، هل الى الشمال ام الشمال الشرقي، أم كلاهما معا، هذا ما ستحدده نتائج الحرب الهمجية على غزّة، الوضع خطير ويطرح فرضيات أخطر، ومنها التصريح العنصري الذي ادلى به السيناتور الأمريكي(ليندسي كراهام) قبل أيام، حيث قال ((أن العالم أمام (حرب دينية) داعيا(اسرائيل) الى تسوية غزّة بالأرض(دفاعا عن نفسها) على حد زعمه المتطرف)، التاريخ يعيد نفسه، وأمريكا والغرب ينحدران الى عصور الإنحطاط والاستعمار والشرّ، وإلى نزعة العدوان والقوّة الغاشمة،و(اسرائيل)راس الحربة لهم، وكلب الحراسة لمصالحهم، والعصا الغليضة لمشاريعهم الاستعمارية في عموم الشرق الأوسط ومحيطه، وإن كانت أمريكا قد انتهت من عولمة الاقتصاد والتجارة والسياسة فهي بصدد عولمة الموت والخراب و تعميم الفوضى..يقول ديغول في عبارة ذكرها وزير ثقافته (آندريه مارلو) في كتابه السنديان:( عندما يصبح الأمريكان سادة العالم،فسوف ترون ألى أي حد درجة استعماريتهم).. لا شكّ أن المنطقة التي يسودها الظلم والعدوان وقهر الشعوب، تنحدر بسرعة نحو الركام والحريق والحرب الشاملة، فالظلم قاطرة الحروب، وقابلة التاريخ..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع والعمليات

شاهد أيضاً

تحوّل القوّة.. بقلم ضياء الوكيل*(تحليل)

هل اقتنعت ايران أن الصعود الإستراتيجي في المنطقة يعتمد على شرط أساسي وهو(تحوّل القوّة) أو الإنتقال الى مرحلة التحدّي والصدام المباشر، وتغيير أنماط الصراع، وقواعد اللعبة؟ هل يزيد ذلك من المخاوف في وقوع حرب وقائية؟ أم أن الأمر يحتاج الى المزيد من المراقبة للوضع، وتقييم للخطوة التالية..!؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.