جريمة ديالى،بشاعة واستباحة وبربرية..بقلم ضياء الوكيل* (تحليل أولي)

الإدعاء بأن جريمة ديالى هي (نزاع عشائري) لا يقلل من بشاعة الجريمة التي شهدتها المحافظة قبل أيام، فمستوى العنف والوحشية فيها تخطى حدود الوصف الجنائي الى الإرهابي والدموي والمجزرة المروّعة، والأجدر بأي قيادة أمنية وميدانية أن تدرس (البيئة الإجتماعية) في قاطع المسؤولية، وتجري (تقييما للموقف الأمني والتعبوي والمخاطر القائمة والمحتملة بما فيها اندلاع نزاعات عشائرية أو طائفية أو تحديات ارهابية)، واستنادا لذلك تضع الخطط الأمنية، وتؤهل القطعات الماسكة للأرض(عسكريا ونفسيا ومعنويا) لمواجهة التحديات كافة طبقا للمهام الموكلة اليها، وعليه فأن فرضية وجود (خلافات ونزاعات عشائرية) في المنطقة ليس مبررا للتغطية على التقصير والفشل إنما هو حافز لاتخاذ المزيد من الاجراءات الاستباقية وتكثيف الجهد الاستخباراتي ورصد أي احتكاك أو توترات قد تتفاقم وتؤدي الى خروقات أمنية مباغته كما حدث في منطقة الجيايلة بمحافظة ديالى، الأمن مسؤولية وشرف، وحماية أرواح الناس وأرضهم وممتلكاتهم مهمة وطنية لا يمكن التهاون فيها، لأن النتيجة هي ترويع الآمنين واستباحة دمائهم، وهذا تحدّي لسلطة الدولة ومؤسساتها وللاعراف الإنسانية والعشائرية ولثقافة المجتمع العراقي، فضلا عن الأضرار التي ستلحقها هذه الجرائم بالسلم الأهلي، والنسيج الاجتماعي، وما يصاحبها من توتر واحتقان في النفوس، وقطع لشرايين الأمان فيها، والمعالجة تبدأ بالسعي لتحقيق العدالة، يسبقه تهدئة الأوضاع والسيطرة على أي تداعيات للموقف، وقد تساهم المواساة والتضامن مع أسر الضحايا في ذلك،  لكنه لا يكفي إن لم يقترن بمسارين (أمني وقضائي) وخطط محكمة لملاحقة المجرمين القتلة والمحرضين على العنف والقاء القبض عليهم وتقديمهم الى العدالة، وإعلان ذلك للرأي العام عبر وسائل الإعلام تعبيرا عن الجديّة والردع، وفي ذلك عزاء لأسر الضحايا وتطمين للشارع العراقي بأن القانون نافذ وإن الدم العراقي غالي، وخلاف ذلك ليس إلا حرثا في البحر، والمزيد من الخرائب والمصائب والقبور..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة والدفاع والعمليات

شاهد أيضاً

ديوان بغداد.. بقلم ضياء الوكيل*

الحوار حضارة ورقي وثقافة، ودليل وعي وتفاؤل واستقرار..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.