SMART ARMY والتجنيد الإلزامي.. بقلم ضياء الوكيل*

موضوع التجنيد الإلزامي لا يتوقف عند حدود التشريع، وتحيط به تفاصيل كثيرة على صعيد التطبيق والبنى التحتية والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحيطة بهذا الملف الحيوي، فالتحديات الأمنية والعسكرية والوطنية لم تعد كما كانت، والمهمة الدفاعية للجيش وعقيدته العسكرية تغيرت طبقا للدستور، أمّا الحديث عن القيم الوطنية للتجنيد فذلك يستلزم البحث عن الأسباب التي الحقت أفدح الأضرار بالبناء الوطني والنسيج الاجتماعي في العراق، وبالتأكيد ليس التجنيد من بينها لأنه ألغي مع قرار حل الجيش العراقي عام 2003، وفي رأيي الشخصي أنّ العراق من الناحية العسكرية يحتاج الى جيش نخبوي دفاعي أو ما يسمى (Smart Army ) الجيش الذكي، جيش يتميز بخفة الحركة، والمرونة والقدرة على المناورة والتنقل السريع والقتال تحت شتى الظروف، جيش يتصف بقلة العدد ومستوى عالي من التدريب، وتسليح متطور، وقدرة على التعامل مع لغة الأرقام والتقنيات وتكنلوجيا المعلومات والحرب الألكترونية الحديثة، هذا ما يحتاجه العراق حاليا، والتجنيد الإلزامي لا يلبي ولا يتستجيب لهذا التوصيف المهني المتخصص والواقعي، بل بالعكس سيحتاج الى استحداث مؤسسات للتجنيد والتعبئة والاحصاء ومعسكرات للتدريب الأساسي وطبابة ووحدات حماية وكادر إداري وتدريبي مؤهل وجهات ساندة أخرى، مع ميزانية كبيرة للرواتب والبنى التحتية والدعم اللوجستي، وقائمة طويلة من المتطلبات والنفقات والمزيد من الترهل في البناء العسكري في وقت نحتاج فيه الى الترشيق والتركيز على الجاهزية والاستعداد القتالي، لذلك أنا مع الجيش الذكي الذي يعتمد على التطوع والكفاءة الفردية، والرغبة الشخصية، والمؤهلات العلمية والبدنية وغيرها من المواصفات التي تقررها الدوائر المعنية بهذا الملف..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع والعمليات..

*من حديثي لوكالة الصحافة الفرنسية وإذاعة مونت كارلو

مدرعة للجيش العراقي (كتيبة خالد ابن الوليد) ترابط عند مفترق طرق(جنين)

خلال مشاركة القوات العراقية في حرب تحرير فلسطين عام 1948

شاهد أيضاً

تحوّل القوّة.. بقلم ضياء الوكيل*(تحليل)

هل اقتنعت ايران أن الصعود الإستراتيجي في المنطقة يعتمد على شرط أساسي وهو(تحوّل القوّة) أو الإنتقال الى مرحلة التحدّي والصدام المباشر، وتغيير أنماط الصراع، وقواعد اللعبة؟ هل يزيد ذلك من المخاوف في وقوع حرب وقائية؟ أم أن الأمر يحتاج الى المزيد من المراقبة للوضع، وتقييم للخطوة التالية..!؟

تعليق واحد

  1. تحية وجهة نظر واقعية جدا نعم جيش برغبة وذكي وقليل وكفائة الان لو يفتحونباب التطوع الاف الاف يقدمون طلبات التطوع وهناك اقبال ايضا للتطوع لكثير من خريجي الكليات العلمية هندسة وطب وصيدلة وخريجي الكليات الهندسية فلا داعي للقانون بحجة الصهر والمتطوعون هم من كل العراق عدا الكرد جنوب ووسط وغربية تبرير المهم ان تقبل الطلبات بعيدا عن الطائفيه والقومية والمذهبيه من القيادة العسكرية التي صنعت هي وليس الشعب هذه السلبيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.