Dead Angles .. بقلم ضياء الوكيل*

راية الدين والأخلاق والفضيلة لها قوّة جذب وتأثير في الوجدان الإنساني والعقل الجمعي، ورفعها فوق بعض الخنادق والمعارك قد يحسم المعركة حتّى قبل أن تبدأ، ولكن استدعائها في غير  مجالها الحيوي، وعلى أحداث يكفيها الفات النظر لعلاجها، سيجنح بها الى ذات الضرر والخطر الذي تحذّر منه، ومكمن الخطورة هنا أنها قد تدفع الى الميدان جيوشا بلا خطط، وذخائر بلا مدافع، وشحنات قابلة للانفجار قد تلقي بحمولات النار في مواقع أخرى، الحكمة تقتضي أن لا نحمّل الأحداث أكثر مما تحتمل، والابتعاد عن الأحكام المسبقة والاتهامات والشتائم ومحاولات فرض الوصاية والزي الموحّد في مجتمع متعدد، وبدلا عن ذلك اعتماد الرفق واللين والمناظرة المُقْنِعة في القضايا الحساسة، مسترشدين بقول الحق سبحانه وتعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(النحل- 125)،وهكذا أمر جلّت قدرته موسى وهارون(عليهما السلام) حين بعثهما إلى فرعون فقال:( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ) [طه : 44]، أي قول لطيف سهل ليّن لا غِلْظَة فيه، حتّى لا ينفر من الدعوة والنصيحة، (والله غالبٌ على أمره)، وجلّ الفضيلة في ضبط النفس، أمّا مواصلة الضغط  فإنّه يولّدُ الإنفجار..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزوارة الدفاع(2012-2013)

شاهد أيضاً

تحوّل القوّة.. بقلم ضياء الوكيل*(تحليل)

هل اقتنعت ايران أن الصعود الإستراتيجي في المنطقة يعتمد على شرط أساسي وهو(تحوّل القوّة) أو الإنتقال الى مرحلة التحدّي والصدام المباشر، وتغيير أنماط الصراع، وقواعد اللعبة؟ هل يزيد ذلك من المخاوف في وقوع حرب وقائية؟ أم أن الأمر يحتاج الى المزيد من المراقبة للوضع، وتقييم للخطوة التالية..!؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.