لوحة التصويب المحتمله.. بقلم ضياء الوكيل*

مغادرة حاملة الطائرات (يو إس إس نيميتز) للمنطقة لا تعني بالضرورة رسالة تهدئة، ولا إرسال القاصفات الإستراتيجية (B52) نذيرا بالحرب، فالحرب والسلام لهما قواعد وقوانين، وكلا الطرفين (أمريكا وإيران) لا يريدان الحرب، ويلتزمان بقواعد اللعبة الاقليمية التي ترسم حدود الفصل بينهما، ويتجنبان الصدام العسكري، وما تمر به المنطقة توترا واضطرابا ما زال في مرحلة الحرب الباردة، وصراع الإرادات والنفوذ، والمناورات السياسية والعسكرية، فأمريكا تتبنى سياسة الردع والتلويح باستخدام القوة، والحصار الإقتصادي، فيما تبني إيران استراتيجيتها وفق (نظرية جيراسيموف، أو خطة الترباس)، وذلك النمط من الصراع لا يوقف (الحرب السريّة) بين الطرفين، ولا يمنع من وقوع إشتباك محدود في نطاق السيطرة، مع الحرص على تحاشيه، وما يلفت النظر فيما يجري هو نقل وكالة(CNN) لتصريحات نسبت لمسؤول في البنتاغون يزعم فيها (أن صواريخ بالستية قصيرة المدى عبرت الحدود الايرانية إلى العراق، وقلق الأمريكان من تعرضهم لهجمات محتمله على حدّ وصف التصريح)، فهل ذلك يعني تمهيد المسرح الإستراتيجي لشن هجمات جوية على مواقع في داخل العراق، هل تغيرت الخطط والأهداف الأمريكية، واستبدلت لوحة التصويب..؟؟ هل أصبح العراق هو الهدف القادم..؟؟ أم أنّ الفعل العسكري لا يزال غير متجانس مع الشروط الميدانية، ومع سياق إستخدام القوّة، كل الإحتمالات واردة وسط تجاهل رسمي عراقي للتصريحات الأمريكية التي تلامس بالخطر أمن واستقرار العراق…  

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد(2012-2013)

شاهد أيضاً

قراءة (تحليلية) للوضع في المنطقة.. بقلم ضياء الوكيل*

على الرغم من ارتفاع مستوى التوتر والقلق في الشرق الأوسط، وانعكاس ذلك على أسعار النفط والتأمين والأسواق، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب وشيكة في المنطقة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.