الإبحار عند أعماق الخليج.. (تحليل)بقلم ضياء الوكيل*

الإبحار عند أعماق الخليج.. ( تحليل أولي)

عبور الغواصة ( يو إس إس جورجيا) لمضيق هرمز، وإبحارها في مياه الخليج بمرافقة سفن حربية قبل أيام، لا يعني بالضرورة أن المنطقة تتهيأ لهجوم أمريكي وشيك، فذلك من غير مرجح في اللحظة الراهنة، للأسباب التي سأذكرها لاحقا، ولكنّ الموقف قد يتغير بشكل مفاجيء وفي أيّ وقت، إذ لا توجد قاعدة هندسية أو حسابية تستطيع أن تضبط الأحداث والتطورات على توقيتٍ محدد ، وهذه ليست دعوة لإهمال الحدث، ولا للنفخ فيه وتضخيمه، وإنّما لوضعه في سياقه وحجمه الصحيح، فمن الطبيعي أن تُبحر غواصة أمريكية في مياه دولية تتواجد على ضفافها قيادة الإسطول الخامس، وبالتحديد في (المنامة) عاصمة البحرين، ولكن من غير الطبيعي أن تترافق مع حركة (الغواصة النووية) حملة إعلامية ملفته، وتقارير صحفية تستعرض قوّتها وقدرتها العسكرية والتدميرية، في رسائل لا تخلوا من التهديد المبطن، وعند هذه النقطة ننتقل إلى الحرب النفسية الموجهة، ويأتي ذلك بالتزامن مع توقيت حرج له أكثر من دلالة سياسية في المناخ الإقليمي، وفي قراءتي لحركة الغواصة المذكورة، وقبلها إرسال طائرتي(B52) إلى المنطقة، وهي من القاذفات الإستراتيجية المهمة مع تصريحات وتركيز إعلامي، يتضح لي أن الإدارة الأميريكية تواصل سياسة الضغط القصوى، والردع الإستراتيجي، والتلويح باستخدام القوّة العسكرية، وتلك (إجراءات وتحركات حذرة) تحتكم لشروط وقواعد الإشتباك السائدة حاليا في المنطقة، وتتلخص وفقا (للمنظور الأمريكي) باستعراض مزيج مركب من ( الإرادة ،العزم، القوّة)، يترافق مع موقف سياسي يحذّر بالرد عند تعرضهم للهجوم المباشر أو تعرض مصالحهم للخطر، وفي كلّ الأحوال فأن الخليج يشهد توترا وتصعيدا يقف عند حدود اللعبة الراهنة، وهي تحاشي الصدام العسكري المباشر بين (أمريكا وإيران) ولا أقول ((الحرب)) لأن كلاهما حريص على تجنبها ولا يريدها، وذلك لا ينفي أنّ المنطقة تقف على برميلٍ من البارود، مشحون وقابل للإنفجار، وله أكثر من فتيل، قد يشعل أحدها خطأ غير مقصود، أو حماقة تكسر السدود، والعراق على خط الزلزال…

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وعمليات بغداد(2012-2013)

 

شاهد أيضاً

قراءة (تحليلية) للوضع في المنطقة.. بقلم ضياء الوكيل*

على الرغم من ارتفاع مستوى التوتر والقلق في الشرق الأوسط، وانعكاس ذلك على أسعار النفط والتأمين والأسواق، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب وشيكة في المنطقة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.