ليس خيارا حاسما..(لمحة تحليل) بقلم ضياء الوكيل*

ملف السلاح خارج إطار الدولة والمؤسسات الدستورية والقانونية في العراق، ملف معقّد، وله بعدان، الأول سياسي وهو الأساس، والثاني أمني وهو نتيجة، وعندما يلجأ صاحب القرار السياسي إلى البعد الثاني، فذلك لا يعني أنّه يتجاهل الأول، إنّما الثاني هو المتاح لديه في الظرف الراهن، وذلك ليس تبريرا فلست معنيا به، ولا يمكن تفسير العمليات على أنّها (خيارا حاسما) للحل، فذلك يتقاطع مع مسار الأحداث، ويجافي الحقائق على الأرض، ويفتقر للموضوعية، ولكن يمكن توصيف الإجراء على أنّه ((محاولة لكبح جماح السلاح المنفلت، والحدّ من تغوله،وتحجيم أضراره القائمة والمحتملة، من خلال إستعراض قوّة الدولة، وإظهار عزمها، والتلويح بالردع، وترميم المعادلة المنكسرة بسياسة الخطوة-خطوة))، ولا يمكن لأي مراقب، أن يتوقع لجوء السيّد الكاظمي الى خيار الصدمة أو الصدام، أو الإحتكام للسلاح، لحلّ هذا الملف الشائك، أو غيره من التحديات التي تواجه الدوله، وذلك مستبعد، وليس في أولوياته ونهجه السياسي الذي يسعى الى التهدئه وتحاشي التصعيد، (وفقا لتقديري)، وعليه فأنّ (ملف السلاح) معلّق ومرحّل إلى مرحلة قادمة، قد تنضج فيها الظروف السياسية، لإيجاد حلول سلمية وسياسية شاملة لموضوع السلاح، وهذه (وجهة نظري الشخصية)، ووفق هذا التوصيف يمكن تقييم وفهم الأهداف والغايات والنتائج التي قد تسفر عنها (عمليات التمشيط والمسح العسكري والأمني)، التي تجري حاليا في أكثر من محافظة، وفي الوقت الذي نحيي فيه أبنائنا في القوات المسلحة بكلّ صنوفها وندعو الى التعاون البنّاء معها، نجد من الضروري التذكير أنها مؤسسة سيادية وطنية تأتمر دستوريا بأمر السلطة المدنية المنتخبة، وتنفذ أوامرها، وتترجم القرار السياسي الى خطط عسكرية، وتحركات ميدانية، وللسيد رئيس الحكومة والقائد العام ، قراءته المسؤولة للمشهد العام في العراق وفي النهاية هو صاحب الشأن والقرار في إتخاذ ما يراه مناسبا من قرارات وإجراءات على الصعيد الوطني، فهو المسؤول التنفيذي الأول بموجب الدستور.. أما التفاؤل والتشاؤم والتفسيرات المختلفة، فذلك موضوع نسبي يستند على القراءة الموضوعية للحقائق، والقدرة على تحليلها وتفكيكها بشكل واقعي ومحايد..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد ( 2012-2013)

شاهد أيضاً

ديوان بغداد.. بقلم ضياء الوكيل*

الحوار حضارة ورقي وثقافة، ودليل وعي وتفاؤل واستقرار..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.