مزامير الساحر الأنيق.. بقلم ضياء الوكيل*

ماكرون دخل المنطقة دخول الفاتحين، ولكن دون جيوش ومدافع وطائرات، دخل من بوابتين مشرعتين، الأولى/ تبادل الأدوار مع اللاعب الأمريكي المنصرف الى الإنتخابات، وذلك (بالتفاهم والتنسيق بينهما وليس التنافس والتناقض)، أمّا الباب الثاني/ فهو فساد الأنظمة وفشلها وسقوطها السياسي والأخلاقي، والمراقب يرى أن ماكرون يحمل ملفين..!! أحدهما في اليمين وينطوي على (وعود) مقابل ما يسمى (إصلاح) وهو تعبير ملطف لمفردة ( الإذعان)، والملف الثاني في يساره.. وفيه تحذير من عواقب الرفض وعدم الإنصياع، ولا يحتاج ماكرون لتذكير مضيفيه بما فعلته فرنسا بعم الرئيس السوري.. ( رفعت الأسد) الذي أدانته بتهمة غسيل الأموال وحكمت عليه (بالسجن أربع سنوات) و(مصادرة أمواله وعقاراته بما فيها عقار في لندن قيمته (29 مليون يورو)، واعتبرتها أموال فساد تعود الى الشعب السوري، وكثير من السياسيين الفاسدين حاصلين على الجنسية الفرنسية والأوربية والبريطانيه، ولديهم مصالح وأموال وشركات في تلك الدول وفي لندن، ويخافون عليها أكثر من خوفهم على بلدانهم وحتى أولادهم، جاء ماكرون الى الشرق الأوسط وخلفه جيوش من الشركات والأموال تبحث عن فرصة في المزاد الكبير، ماكرون ليس جاك دانتون ولا روبسفير، ولا يشبه شارل ديغول، هو تلميذ نجيب في مدرسة العولمة والبراغماتيه، ووريث تاريخ قديم من الإستعمار والدهاء والمكر السياسي، ماكرون هو الوجه الأنيق للمشاريع البشعة، جاء لينقذ الأنظمة الفاسدة وليس لنصرة الشعوب المقهورة، وإلا لكان انتصر لتظاهرات ومطالب أصحاب الستر الصفراء الذين قمعهم بقسوة في الشانزليزيه، ولعنة قمعهم تلاحق عهده بالعار والإدانه..!!

جاء يبحث عن المال والإستثمار في خزائن الدول، ولا يهمه شعارات الفقراء وحقوق الإنسان، ومن قصر الصنوبر في بيروت إلى قصر السلام في بغداد، يراقص الشاب الأربعيني المقامرين والعاجزين والفاشلين من السياسيين، ويقدم لهم شرابا معتّقا في زجاجات جديدة، وما بين العصا والجزرة، قصّة دول فاشله، وخرائن مستباحه، وأموال منهوبة، تداعت عليها شهيات وأطماع دول قريبة وبعيدة، ولا عزاء للشعوب المظلومه التي ترزح تحت حراب الفقر والتخلف والقهر، وتعاني على يد أبنائها الخيبة والخذلان والضياع…

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد(2012-2013)

شاهد أيضاً

قراءة (تحليلية) للوضع في المنطقة.. بقلم ضياء الوكيل*

على الرغم من ارتفاع مستوى التوتر والقلق في الشرق الأوسط، وانعكاس ذلك على أسعار النفط والتأمين والأسواق، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب وشيكة في المنطقة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.