خيارات غير مجدية.. بقلم ضياء الوكيل*

سبق وأن هدد العراق  باللجوء الى مجلس الأمن الدولي أو استخدام الورقة الإقتصادية للضغط على تركيا لتوقف إعتداءاتها وانتهاكاتها للحدود العراقية، ولكن العراق لم ينفذ تهديداته، لأنه يدرك أنّه يلوّح بسيفٍ من خشب، ولا جدوى من تلك الخيارات..!!

لماذا..؟؟

إن مجلس الأمن لن يقدم للعراق شيئا بحكم تركيبته الحالية، وأقصى ما لديه هو بيان يدعو الطرفين الى ضبط النفس واللجوء الى المفاوضات لحل الخلافات العالقة، وذلك غير متاح حاليا، وإن حصل فأنّه لن يخدم العراق، لأسباب تتعلق بتوازنات القوى المضطربة.. أمّا الورقة الإقتصادية  فاللجوء الى الحرب أهون من المساس بها، لأنها ترتبط بشبكة مصالح وكارتلات ومافيات وقوى مستفيدة، والحديث هنا عن ( 16 مليار دولار) تطمح تركيا الى رفعها الى( 20 مليار دولار) خلال هذه السنة، وفقا لتصريح السفير التركي في بغداد مؤخرا، وفي إعتقادي أنها ستزيد عن ذلك، ولن تؤثر الأحداث والتصعيد الإعلامي والسياسي والميداني عليها قيد أنملة، أما (حزب العمال الكردستاني) فتلك قصة مرتبطة بلعبة الصراع الإقليمي والدولي، والعراق ملعب وضحية وليس لاعب، وفي النتيجة ستستمر الإعتداءات والانتهاكات التركية نتيجة الإختلال في موازين القوى، وضعف مواقف العراق وانقسامه السياسي، وافتقاره لعناصر الضغط والتأثير والقوّة، وهنا لا أتحدث عن الجانب العسكري فحسب، إنّما عن الأبعاد الأخرى ذات التأثير في مسار الأحداث، والعلاقات بين بغداد وأنقرة، وهذا المشهد المضطرب فتح الشهيات والأطماع الإقليمية والدولية، وسمح بانتهاك حدود العراق وأجوائه وسيادته المستباحة من الداخل قبل الخارج، ورحم الله شهداء قواتنا المسلحة الذين خذلتهم السياسة والمصالح والأجندات والولاءات المتناقظة..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد(2012-2013)

شاهد أيضاً

ديوان بغداد.. بقلم ضياء الوكيل*

الحوار حضارة ورقي وثقافة، ودليل وعي وتفاؤل واستقرار..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.