لماذا ..؟؟ وإلى أين من هنا..؟؟ (تحليل) بقلم ضياء الوكيل*

في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي ماكرون أعلن الرئيس برهم صالح أن العراق سيحاكم من وصفهم ( أسرى داعش الفرنسيين الذين تسلمهم العراق) فيما أومأ ماكرون برأسه معبرا عن الإرتياح لهذا التصريح المستجيب لطلبٍ فرنسي لا يخلوا من المكر والدهاء السياسي تنصلت بموجبه باريس عن تسلم مواطنيها المنتمين لداعش وأوكلت ملفهم إلى العراق في صفقة تثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب والإستغراب ومن أبرزها :

  • أن إعلان الرئيس صالح يناقض الخطاب الحكومي الذي نفى تسلم الإرهابيين الأجانب في صفقة الباغوز وهذا تعاطي مرتبك يحتاج إلى توضيح..!!
  • أن العراق استدرج لتسلم ومحاكمة مجرمين وقتلة دوليين تخلت عنهم دولهم وأسقطت جنسياتهم دون تبريرات مقنعة..!!
  • هذه سابقة خطيرة قد تفتح الباب على مصراعيه لعمليات ترحيل مشابهة ومن جنسيات مختلفة نحو العراق..!!
  • الحديث عن كنز المعلومات الأمنية يتناقض مع القاعدة الاستخباراتية التي تفيد بأن المعلومات المهمة لدى الرؤوس وليس الأطراف وهؤلاء ليس أكثر من ذيول ميتة وأطراف مشلولة ليس لها وزن وقيمة معلوماتية..
  • أعتقد أن هذه الصفقة ذات بعد سياسي ..

الرأي العام بحاجة إلى الإجابة على السؤال الكبير الذي يفتح ذراعيه باستفهامٍ دامي.. لماذا يقبل العراق أن يكون سجنا دوليا للإرهابيين والسفاحين والقتلة والمجرمين الدوليين بدلا من دولهم..؟؟ هل يتطلع العراق ليكون بديلا للمحكمة الجنائية الدولية ومنظومتها القانونية وولايتها الأممية ويتولى محاكمة المجرمين الدوليين على أرضه وتحمل ما يترتب على ذلك من أعباء تبدأ ببناء معتقلات كبيرة لإيوائهم على غرار معتقل (غوانتانامو) ولا تنتهي بنفقات واجراءات وملفات قضائية وسياسية وأمنية وإدارية ستجعل منه كيس ملاكمة وهدفا للخصوم ؟؟هل هي صفقة..؟؟ إن كانت كذلك ما دور العراق فيها..؟؟ ( بائع ، مشتري) وما هو الثمن المقابل..؟؟ أعتقد أن أمريكا والغرب لا تشتري شيئا من العراق وإنما تبيع له بضاعة فاسدة والعراق كما يبدو على استعداد للشراء وقبول اللدغ من نفس الجحر مرتين ودون مبرر..!!

معتقل غوانتانامو

لننظر إلى العالم المتحضر الذي ينتقي ويستقبل العلماء والمخترعين والمفكرين وصنّاع الحياة في الوقت الذي يتورط فيه العراق بتسلم زمرة ضالة من الظلاميين والقتلة والإرهابيين وصنّاع الموت الأسود ..!!  لست متشائما ولكني لم أجد شيئا يدعو للتفاؤل.. بل على العكس فأن كل الحقائق والتطورات تستوجب اليقظة والحذر والإنتباه لما يحيكه جون بولتن في دهاليز المخابرات المركزية الأمريكية بالتنسيق مع الاستخبارات الغربية والهدف هو خلط الأوراق في المنطقة عموما وإثارتها في العراق على وجه الخصوص لأنه بؤرة الصراع والثراء الإستراتيجي والجائزة الإستراتيجية الكبرى ومحط أطماع أمريكا وحلفائها الغربيين .. هل هي الحرب السرية..؟؟ أعتقد ذلك ..!!

جون بولتن وترامب

*جون بولتن مستشار الأمن القومي الأمريكي وأحد صقور الإدارة الأمريكية

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وعمليات بغداد ( 2012-2013)

شاهد أيضاً

ديوان بغداد.. بقلم ضياء الوكيل*

الحوار حضارة ورقي وثقافة، ودليل وعي وتفاؤل واستقرار..