متاهة العبادي ورسائل الحكمة..!!؟؟ بقلم علي حسين ( جريدة المدى)

تحاول الدول التي لا تنشغل بحكاية الوفود التي يرسلها السيد حيدر العبادي لإقناع ” الزعيمة حنان الفتلاوي بالانضمام إلى قائمته الانتخابية، ولا يهمّها أن يتحول جمال الكربولي إلى رائد للإصلاح في العراق. 
منذ أن خرج السيد حيدر العبادي ذات صباح مُشرق ليعلن ثورته الإصلاحية، ونحن نعيش معه في متاهة غريبة وعجيبة شعارها:” سائرون في تنفيذ ورقة الإصلاح ” لنكتشف أنَّ الإصلاح يعني التحالف مع حنان الفتلاوي ومغازلة عالية نصيف، والسعي للاستفادة من خبرة عواطف النعمة.ففي حديث تلفزيوني أخبرتنا النائبة حنان الفتلاوي أنّ السيد العبادي وسّطَ وزراءً ونوّاباً ومسؤولين كباراً، منهم مدير مكتبه لإقناعها بالانضمام إلى قائمته، لكنّها أصرّت على أن لاتترك راية المعارضة تسقط من يدها.
وقبل شهور بشَّرنا السادة في تيار الحكمة مشكورين أنهم سيشكّلون حزباً سياسيّاً عابراً للطوائف، وإذا بهم يصرّون على وضع جواد البزوني على رأس القائمة. 
سيقول البعض وما دخلك أنت في تحالفات الأحزاب؟ مرة أخرى: من حقّ أي سياسي أن يجد فرصته في الحزب الفلاني أو الحزب العلّاني، غير أنّ هذا لا ينبغي أن يتحوّل إلى استثمار سياسي يمنح بعض السياسيين الذين كانوا سبباً في خراب العراق فرصة جديدة للعودة الى أداء أدوار بطولية في هذا المسرح المنصوب منذ 14 عاماً.
في هذه المتاهة، تنهض مجموعة من الأسئلة، تتعلق بالمقدّمات والنتائج، أولها: هل صحيح أنّ السيد حيدر العبادي جادٌّ في محاربة الفساد؟ سنسلّم جدلاً بأنه كذلك، وهنا تثور أسئلة أخرى: هل يستطيع أن يقدّم الحيتان الكبار إلى القضاء، وهو الذي يتمنى أن تنضمّ حنان الفتلاوي إلى قائمته الانتخابية، وسأعترف بأنّ تيار الحكمة كان جادّاً في شعاره العابر للطائفية، واسمحوا لي أن أسالهم لماذا خلت قائمة المكتب السياسي من المكوّنات الأخرى للشعب العراقي؟!
يخبرنا مؤلف سيرة باني الصين الحديثة دينغ شياو بينغ الذي نتمنّى أن يستنسخ لنا عباس البياتي نموذجاً مثله بعد عودته الميمونة من الصين بأنّ الرجل كان معجباً بأفكار الهندي جواهر لال نهرو، كيف استطاع هذا الأرستقراطي أن يُنشئ دولة مدنيّة لاتخضع لخرافات المشعوذين. لقد أنشأ مجلساً أعلى للسلطة في الهند من ذوي العقول النيّرة مهمّتهم إعلاء شأن الدولة لا العقيدة، ظلّ نهرو يردِّد أمام جميع خصومه :الدولة أساس كلّ شيء، وحين اعترض السيخ قال لهم : اعتنقوا ما شئتم من العقائد، لكن غير مسموح اعتناق أكثر من هند واحدة”!
مع خالص تحياتي لأصحاب القوائم العابرة للطائفية!!

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...