كركوك عنوان لانتصار السلام والدستور ووحدة العراق.. والأكراد إخواننا وشركاؤنا في الوطن والمصير والحقوق والكرامة الإنسانية والعيش المشترك..بقلم المستشار ضياء الوكيل

انتشار القوات المسلحة في كركوك والمناطق المتجاوز عليها هو انتصار لدستور الدولة وقانونها وحقّها في بسط سيادتها على كل أراضي الوطن وحدوده ومعابره وأجوائه.. انتصار للسلام ووحدة العراق.. انتصار للعرب والكورد لأنه أسقط مشروع الإقتتال بين الأخوة.. هذا هو التوصيف للمهام المسندة للقوات المسلحة في شمالي العراق ولا يجوز التحدث اعلاميا وسياسيا بمنطق الغالب والمغلوب أو المنتصر والمهزوم لأن هذا التسويق يجافي الحقيقة ويعقّد المشهد ويرفع من حالة التوتر والاحتقان والخلاف ويحيل المكسب السياسي والميداني الى جولة في صراع وأزمات لا تنتهي .. الأكراد إخواننا ؤشركاؤنا في الوطن والمصير والحقوق والكرامة الإنسانية والعيش المشترك وشريحة كبيرة منهم عبّرت عن تمسكها بقيم العيش المشترك تحت خيمة العراق ورفض الانفصال والتقسيم والاستفتاء والآخرين وإن اختلفوا في الرأي والتوجه فهذا من حقّهم ونحترم رأيهم في إطار حرية التعبير التي كفلها الدستور وضمن العراق المتآخي الموحد .. أما قوات البيشمركة فهي جزء من منظومة الدفاع العراقية وأثبتت الأحداث أنها في الغالب تجنبت الإصطدام مع إخوانهم في الجيش والحشد والدليل أن بعضهم فضّل التعاون مع القوات المسلحة كما هو الحال مع بيشمركة الاتحاد الوطني في حين اختار الفصيل الآخر الإنسحاب الى حدود الاقليم وتحاشى الإشتباك مع القوات الإتحادية واتهموا بالخيانة من قياداتهم .. وعلى القوى السياسية أن تستثمر هذا النجاح وتسعى الى تحويل المكاسب الميدانية والسياسية المتحققة في كركوك والمناطق الأخرى الى نهج سياسي بنّاء ورشيد يساهم في التهدئة واعادة مدّ جسور الثقة بين الفرقاء ويفتح أبواب الحوار للبحث عن تسويات واقعية وحلول وسط للمشاكل العالقة ضمن سقف الدستور وإطار القانون ولن نقبل بحرف الأحداث عن سياقها الوطني مثلما نرفض إثارة الكراهية والتحريض والأحقاد والمساس بكرامة أي عراقي أو محاولة إذلاله لأي سبب كان.. وبدلا عن ذلك علينا الانطلاق نحو بناء دولة الحماية والرعاية لأبناء العراق على أساس المواطنة واحترام التعددية وحقوق الإنسان وحرية الرأي وحكم القانون والمباشرة بإعادة الإعمار ومكافحة الفساد والإصلاح والتصدي للتطرف بكل أشكاله ومحاربة الإرهاب والحاق الهزيمة النهائية بداعش وغلق ملفها الى الأبد…

شاهد أيضاً

ديوان بغداد.. بقلم ضياء الوكيل*

الحوار حضارة ورقي وثقافة، ودليل وعي وتفاؤل واستقرار..