عيناي لكما إعتذاري… بقلم زيد الحلي

zaid-al-231x300

في مرات عديدة ، لم اصدق ما تراه عيناي، ففي سري، أقول ربما ان العين تخطئ احيانا، وهو قول لا يرتضيه البعض، كون العين هي ميزان الحياة وهي ناموس الحقيقة، فتسبق الاذن في معرفة الاشياء، غير انني اكذب عيناي، بالرغم من ان نفسي تقاوم ذلك التكذيب !

عن ماذا أكذّب عيني ؟

اكذبها لأنها تطالع في احايين كثيرة، تصريحات لمسؤولين يسابقون الريح في تصريحاتهم  الهلامية، ويطلقون العنان لمخيلاتهم دون تمحيص !

فهي تقرأ، مثلاً، ان ادارات المدارس بدأت بتوزيع الكتب على الطلبة، لمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، لكني اصطدم بواقع نقيض .

واقرأ ان حملة كبرى تنفذ لتعبيد الشوارع، غير ان الواقع ينبئ عن وجود آلاف الشوارع داخل الازقة والقصبات والنواحي لم تطلها  فارشة الاسفلت منذ زمن بعيد .

وتشاهد عيناي اعلانات تلفازية غريبة مدفوعة الثمن، تحذر المواطنين من الانسياق وراء رغباتهم في اكل ما هو معروض امام عيونهم في العربات المنتشرة في كل مكان، تحسباً لوقوع كارثة الاصابة بالكوليرا، وكان بإمكان الدوائر التي تدفع الملايين ثمنا للإعلانات، شن حملات للقضاء على ظاهرة بيع الاطعمة على الشوارع ومرائب السيارات في بغداد والمحافظات وامام المدارس، بدل ان تجعل المواطن هو المسؤول .وتحدثني عيناي،عن مشاهداتها لصور وفعاليات عن مهرجانات (دولية) تقام هنا وهناك  تكلف الميزانية الكثير من الاموال، وحين ابحث عنها في اخبار العالم، لم اجد لها صدى، رغم انها تحمل صفة (الدولية ) لكنها  في واقع الحال  هي دون صفة (المحلية )

وتزداد الصور امام عيناي ..سوى إنها في النهاية تبقى صورا باهتة..

لقد تيقنت بعد فوات الأوان ان الصدأ يأكل الحديد، لكن الأحزان تأكل الفؤاد… فكم ارهقتك يا عيني في مشاهدة اشياء لم تكن ترغبين فيها !

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...