صورة باقر النجفي في قطار لندن..!! بقلم علي حسين

الكاتب علي حسين

ينقسم العراق الجديد إلى قسمين: واحد يعشق الأحزاب ويهيم غراماً بزعمائها الذين انتفخت جيبوبهم وأرصدتهم بعد عام 2003، وآخر يعشق العراق ويرفض أن يُدجّن ويزدري، ويحتقر الطائفية والهيمنة على مقدّرات البلاد، وهناك بين هذا وذاك مَن يسمّى الأغلبية الصامتة التي تذهب للانتخابات ليس حبّاً بفلان أو كرهاً لعلّان، لكنها تخاف على رزق أطفالها الذي يتحكم به ” مجاهدو ” العراق الجديد، الذين يتناسلون يوماً بعد آخر، في ألوان جديدة وطبعات أخيرة، ليس آخرها بالطبع السيد باقر النجفي الذي أخذ في الأسابيع الأخيرة يصول ويجول بين أروقة وزارة الداخلية، من دون أن يسأله أحد مَن أنت وماذا تريد؟ سيتّهمني البعض بـ ” العبط ” فهل يجرؤ أحد مهما علا شأنه أن يسأل أصحاب البدلات المرقّطة والنياشين: من أنتم وماذا تفعلون؟ سيُتّهم بالخيانة حتماً، وسيوضع اسمه على قائمة الذين يقبضون بالريال السعودي من السفير سبهان، أليست أحزابنا العتيدة ومعها الحكومة الرشيدة، كانت قد قررت قبل سنوات وفي لحظة تاريخية مهمة أن صواريخ واثق البطاط وحدها يمكن ان تؤسس لعراق تعددي، وأن العناية بـ” طلّة ” حنان الفتلاوي هي التي ستحمل السرور والحبور إلى هذه البلاد!

اعذروني فأنا في مرّات كثيرة لا أعرف ماذا أفعل حين أقرأ، أو أُشاهد مثل هذه الفعاليات ” الطريفة، هل أضحك من العبث والكوميديا السوداء، أم أصمت من شدّة الكآبة والحزن، من أبرز المضحكات والمبكيات التي حاصرتني أمس إعلان مفوضية الانتخابات، تسجيلها 68 حزباً حتى الآن، الشيء المفرح أن من بين هذه الاحزاب 33 حزبا جديدا، سيدخل الى ساحة الصراع على المكاسب والمغانم، واذا كانت 35 حزباً قد سرقت ترليون دولار خلال 13 عاما، فإننا بحاجة الى ترليون آخر نوزّعه على ” زعاطيط ” السياسة الجدد.
عشنا خلال الأعوام الماضية مع أحزاب طائفية ودينية رفعت شعار” من خالفها فهو خائن وعميل”. ومزقت ستارة الوئام والوفاق الوطني.
أيها العراقيين اسمحوا لي أن أقترح عليكم اقتراحاً ربما ساذجاً: انسوا الديموقراطية العراقية الجديدة. وتعالوا نقتدي ببلد مثل الهند، او مثل سنغافورة، تعالوا ننتخب أحزاباً لا تلغي أحداً ولا تخوِّن أحداً ولا تعزل أحداً، بل تدعو جميع الناس إلى المشاركة في إدارة الحياة وبناء المستقبل، تعالوا نتفق أنّ مجلس النواب مكانا للخدمة العامة، وليس للصراخ والشتائم ولا للكمات كاظم الصيادي، وكلّ ذلك لا يحتاج إلى 68 حزباً فاشلاً، ولا إلى خطابات محمد الصيهود، ودموع صالح المطلك وتقلبات جمال لكربولي. يحتاج فقط الى ساسة صادقين مع انفسهم اولا، هدفهم بناء وطناً صحياً، لامكان فيه لصورة باقر النجفي، وانما المكانة للقطة انسانية بطلها رئيس حزب العمال البريطاني، الذي شاهدنا صورته أمس وهو يفترش ارضية القطار بعد أن نفذت المقاعد، رافضا ان يجلس في مكان مميز. سيقول البعض انها اضغاث احلام، واقول فليكن لنحلم بالامل.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...