كنت اتمنى على وزارة الداخلية أن تراجع عدد الذين قتلوا بسبب جهاز كشف المفخخات ، الآن هناك نحو خمسة ملايين عراقي موزعون في المخيمات ودروب الغربة ، بسبب خلل فاضح في النظام السياسي ، ومن عجز وفساد وظلم، واحتقار لحياة العراقيين .
لقد تحول المواطن العراقي في ظل جهابذة السياسة ، الى رقم في سجلات الموتى ، او دوائر الهجرة او طوابير المشردين ، وماتبقى منه عليه ان يهتف بالروح بالدم للجماعات المسلحة ، والا فهو مطارد ومتهم بالخروج على ” الملة ” والاعراف الدينية والاجتماعية والعشائرية إذا اقتضى الأمر.
إذا لم يكن هذا عبث واستهانة بحريات الناس وامنهم واستقرارهم ، فكيف يكون العبث إذن؟ ماذا يعني وجود ملصقات قرب سيطرات الداخلية تبتز الناس ليل نهار ؟ وهل سأل وزير الداخلية نفسه هل مهمة وزارته خدمة الشعب ، ام حماية الجهات المسلحة ؟ لم يعد يكفي إطلاقا ألا ان ترعى وزارة الداخلية جماعات الأمر بالمعروف .
أولويات وزارة الداخلية… بقلم علي حسين
أولويات وزارة الداخلية… بقلم علي حسين
يجب أن نسجل للاحزاب والتكتلات السياسية العراقية ، المسلحة منها وغير المسلحة ، والشرعية منها وغير الشرعية ” اولويات ” كثيرة و ” مهمة ” في تاريخ العراق المعاصر ، فهي اول جماعات تمارس السياسة من اجل الضحك على الناس ، واللعب على مشاعرهم ، وها هي الموصل بيد داعش والانبار مهدمة ، والبصرة تسيطر عليها جماعات مسلحة ، وديالى تستباح لمن هو الأقوى ، لكننا والحمد لله نستطيع ” رأب الصدع في المنطقة ” ، لا يعتقد أحد منكم ان رئيس مجلس النواب ، يقصد ما يجري في المقدادية او الانبار او البصرة ، اننا منذورين لمهمة اكبر هي الحفاظ على تماسك العالم من الانهيار ، فنحن اول دولة تتظاهر من اجل المنامة ، وتنسى ان هناك احدى مدنها تستبيحها عصابات داعش ، ونحن أول بلد يقوم وزير خارجيته بجولات مكوكية من اجل تقريب وجهات النظر بين ايران والسعودية ، فيما يعجز برلمانه من تقريب وجهات النظر بين عباس البياتي وظافر العاني ، ونحن أول دولة ترعى فيها وزارة الداخلية جماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتساعدهم في نشر مبادئهم الهادفة الى ” قمع ” المجتمع ، والا ماذا نسمي انتشار ملصقات جدارية في شوارع العاصمة ، تدعو لمنع وتحريم الغناء وتبرج النساء، حيث علقت هذه الملصقات على الحواجز الاسمنتية التابعة لسيطرات وزارة الداخلية ، في محاولة لارهاب المواطن بمساعدة وترحيب من افراد السيطرات الذين يعتقدون ان وجود امراة في سيارة اجرة ، أخطر على هذه البلاد من سيارات الارهابيين والمسلحين التي تتجول بكل حرية وسط غابة السيطرات التي تزدحم بها بغداد .