مَنْ يسرق رواتب الموظفين…!!!؟؟؟ (كتابة عدنان حسين)

عملات عراقية متداولة

مَنْ يسرق رواتب الموظفين…!!!؟؟؟
عنان حسين جريدة المدى   عدنان حسين

في يوم واحد، هو أول من أمس الإثنين، وفي مدينة واحدة، هي العاصمة بغداد، يستولي مسلحون على رواتب مؤسستين حكوميتين.. ما معنى هذا؟

قبل استكشاف المعنى دعونا نستعيد وقائع الحدثين. هي ليست بالوقائع العجيبة الغريبة بالطبع، ولم تنطوِ على طرق وأساليب مبتكرة لم يسبق لها مثيل من قبل أو قلّ نظيرها، فعلى مدى السنين الإثنتي عشرة الماضية ظلّ يحصل مثلها بالعشرات سنوياً، وبالتالي كان من المفترض أن تكون الأجهزة الامنية قد وضعت الخطط الفعّالة الكفيلة بمنع وقوع عمليات من هذا القبيل أو إحباطها في الحال عند وقوعها، وهو ما غير حاصل أبداً، برغم ما يُسجل للاجهزة الامنية من نجاحات ملموسة في خفض مستوى الإرهاب والجريمة المنظمة في السنوات الأخيرة.
السيناريو واحد في العمليتين، وهو ذاته سيناريو الحوادث السابقة في معظمها. العملية الاولى وقعت في حي البلديات: مسلحون ملثّمون يرتدون الزي الاسود ويستقلّون عجلتي دفع رباعي يستولون تحت تهديد السلاح على رواتب موظفي قسم الشؤون الفنية في تربية الرصافة الثانية البالغة أكثر من 26 مليون دينار، لدى مرور الموظفين الذين ينقلونها في منطقة البلديات شرقي بغداد. وقع الحادث برغم أن الموظفين الذين كانوا يحملون الرواتب قد رافقتهم قوة من حماية المنشآت(FPS).
بعد ساعات من وقوع هذا الحادث، كانت مجموعة مسلحين أخرى يستقلّ أفرادها عربتي دفع رباعي أيضاً، ولابدّ أنهم كانوا ملثمين وبملابس سوداء اللون كذلك، تستولي على رواتب موظفي معمل الورق وعماله البالغة 211 مليون دينار، والتي كانت تحملها سيارة فيها موظفان من المعمل، أثناء مرورها بمنطقة الحماميات في بغداد.
المجموعتان المسلحتان تنتميان إلى عصابات الجريمة المنظمة.. ما من شك في هذا، لكن لماذا تحرص هذه المجموعات على أن ترتدي الملابس السوداء وتتلثم وتستخدم السيارات رباعية الدفع وتنفّذ السيناريو نفسه في كل عملية؟.. إنها بكل بساطة تريد أن توحي بان مجموعاتها المكلفة بالسطو والنهب هي من منتسبي (الميليشيات)، ذلك أن عناصر الكثير من (الميليشيات) تتصرف بهذه الطريقة بالضبط.. تستخدم السيارات رباعية الدفع، وترتدي الألبسة السوداء أو المرقطة في الغالب، وتتلثم وتتصرف على نحو غير منضبط. ومَنْ يقف في وجه هذه العناصر ويمنعها من خرق نظام المرور أو التجاوز على كرامات الناس مثلاً؟ .. حتى قوات الشرطة والجيش لا تقوى على التصدي لعناصر (الميليشيات) غير المنضبطين وللمتشبهين بهم من أفراد عصابات الجريمة المنظمة… لا تفعل هذا لأنها تدرك خسارتها المحتّمة في أية مواجهة مع (الميليشيات) في كل الأحوال.. عناصر (الميليشيات) تستطيع أن تتصرف بحرية أكبر، مدركة أنه ما من أحد سيحاسبها، لا من قياداتها ولا من أجهزة الدولة.. من هذه الباب بالذات تنفذ عصابات الجريمة المنظمة فتفعل ما تشاء.. لتضبط (الميليشيات) عناصرها، ولتضبط الدولة (الميليشيات) حتى لا تتكرر حوادث الاستيلاء على رواتب الموظفين وسواها من التعديات التي تحدث يومياً تقريباً.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...