درس عبد الكريم قاسم .. أراد عبد الكريم قاسم أن يبعد عنا ويلات الطائفية، فقتلناه، حاول أن يقول لنا إلى أين ستقودنا الحزبيات والمذهبيات فتركناه يموت وحيدا في وزارة الدفاع

عبد الكريم قاسم مع المرجع الحكيم

درس عبد الكريم قاسم .. أراد عبد الكريم قاسم أن يبعد عنا ويلات الطائفية، فقتلناه، حاول أن يقول لنا إلى أين ستقودنا الحزبيات والمذهبيات فتركناه يموت وحيدا في وزارة الدفاع

الكاتب علي حسين  علي حسين

اختلفنا على احداث الماضي ونختلف على ما يجري اليوم، ندير ظهورنا للمستقبل ونتنازع على الخراب.. كل خلاف شعاره رفض الآخر. والسمة الغالبة هي الاصرار على المضي في نشر ثقافة الجهل . 

تمّ قبل يومين وبحمد الله لقاء بين وزير خارجية دولة العراق ووزير خارجية الدولة “العظمى”، وضع حجر الأساس لاتفاق تاريخي، الصومال تنقل تجربتها الامنية الى ربوع وادي الرافدين، مقابل ان يسمح العراق بفتح اسواقه للشركات الصومالية الكبرى ، شاهد روعة الاتفاق الذي سينقلنا من دولة نامية الى بلاد تنافس اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة في عقر دارهم.
لا أريد أن أثقِل على حضراتكم في هذه الزاوية الصغيرة بشجون هذه البلاد، لكننا ايها السادة مدينون في تقدمنا وازدهارنا لشخصيات كثيرة لايتسع المجال لذكرها الآن، لكن لن ننسى ما قدمه “اميننا” نعيم عبعوب من جهد ورقي ، لكي تكون بغداد أفضل من سواها، لاتصدقوا بيانات لجنة النزاهة فالمتميز عبعوب لايملك من حطام الدنيا سوى عشرين او ثلاثين بيتا في بغداد، وماذا يعني ان للرجل منزلا في بيروت وآخر في دبي ويبحث عن شقة تليق به في فلوريدا ؟
أراد عبد الكريم قاسم أن يبعد عنا ويلات الطائفية، فقتلناه، حاول أن يقول لنا إلى أين ستقودنا الحزبيات والمذهبيات فتركناه يموت وحيدا في وزارة الدفاع، هل نحن شعب لايستحق هذا النوع من المسؤول الذي لا يسمح لنفسه بأكثر من وجبة غذاء بسيطة؟، لا أبناء، لا زوجة، لا أصهار يستولون حتى على ساحات وقوف السيارات، لا مقربين يحتكرون المناصب، مشتمل بسيط في البتاوين، بحث لتحقيق حلمه عن دعاة الدولة المدنية، فضمّ إليه محمد حديد وناجي طالب وابراهيم كبة ونزيهة الدليمي ومصطفى علي وهديب الحاج حمود وعبد اللطيف الشواف الذي سيكتب في مذكراته انه كان يلاحظ ان الزعيم كلما حل موعد الصلاة يذهب الى غرفة مجاورة ليصلي وحده ، لم يكن يريد ان يعرف الآخرون هل هو شيعي ام سني، الذين سيأتون من بعده كان شعارهم الانتماء للطائفة لا الوطن، لا حظ جنابك كيف ان دعاة العراق الجديد لايزالون حتى هذه اللحظة يعتقدون انهم “منذورين” لمهمة سماوية هي تخليص العراق من الكفار امثالنا .
يكتب كسينجر في رثاء لي كوان مؤسس سنغافورة: “الزعيم العظيم هو من ينمي ويطور مجتمعه، فمن خلال إصرار لي على تحسين نوعية التعليم وقمع الفساد وتأسيس الحكومة على الكفاءة، ارتفع الدخل السنوي للفرد في سنغافورة من 500 دولار عام 1965 إلى حوالي 55 ألف دولار حاليا”.
سيقول البعض هل وصل بك الامر الى ان تستشهد بسياسي امبريالي، انا مضطر ياسادة والا سأعيد عليكم مقولات حنان الفتلاوي عن الانبطاح، وانتم ستقدرون من الأنفع لحياتنا العامة.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...