لا حاجة بنا الى عظمائنا… أشعر بندم كثير لأنني اقارن بين كبار البشرية و”كبار” الطائفية… (كتابة علي حسين)

 

جسر بزيبز 2
لا حاجة بنا الى عظمائنا… أشعر بندم كثير لأنني اقارن بين كبار البشرية و”كبار” الطائفية، ولكن ماذا افعل ووكالات الانباء تقدم لي كل يوم خلطة من الغرور والغباء السياسي، وتصر على ان تذكرنا بما يرميه الجهل من بضاعة طائفية ترى في تحقير الآخر وإقصائه غاية ومنهجاً..
علي حسين
علي حسين

إليكم ما قاله عظيم الاوروبيين جان كلود يونكر، عن موقف اوروبا من اللاجئين: “ليس هناك ديانة أو معتقد أو فلسفة حين يتعلق الأمر بلاجئين إننا لا نميز” وتتذكرون ما قاله “عظيم” العراقيين موفق الربيعي حين شرح فلسفته في منع دخول نازحي الانبار الى بغداد: “دخول النازحين إلى بغداد، كدخول حصان طروادة” ، لكن لايلبث “عظيمنا” ان يستدرك عن “نظرية الحصان” التي يجب ان تميز بين الشباب والاطفال والنساء:”دخول العوائل النازحة من الأطفال والنساء مصرح به، ويدخل ضمن الرأفة والرحمة التي اوقعها الله في قلوبنا” 

هل يمكن أن نتخيل رجلا في “حجم” الربيعي لا يدرك أهمية الايمان إلا متأخرا؟ أجل. عندما نتذكر اصحاب شعار “إلا كفيل” الذين طالبوا بمنع اهالي الانبار من دخول محافظات بابل وبغداد وكربلاء، لكننا نراهم اليوم يرفعون صور السيدة ميركل لانها سمحت للهاربين من صور المالكي والنجيفي بالعيش في المانيا، اعتقد اننا قرأنا تصريحا لـ”عظيم” آخر هو السيد ابراهيم الجعفري الذي قدم الشكر لبلدان اوروبا التي: “ترحب بالعراقيين الذين اضطروا للهجرة في ظروف استثنائية كما اضطر هو ان يهاجر هربا من النظام المقبور” هنا تجوز المقارنة في التشابه، صحيح ان تمثال صدام ازيل من ساحة الفردوس الا ان مسؤولي اليوم استحقوا بجدارة لقب “ظل صدام” ، فكان لا بد ان يهرب الشعب مثلما هرب الجعفري بحثا عن الامان .
أشعر بندم كثير لأنني اقارن بين كبار البشرية و”كبار” الطائفية، ولكن ماذا افعل ووكالات الانباء تقدم لي كل يوم خلطة من الغرور والغباء السياسي، وتصر على ان تذكرنا بما يرميه الجهل من بضاعة طائفية ترى في تحقير الآخر وإقصائه غاية ومنهجاً.. وتؤمن أن هذا البلد لا يتحمل أكثر من طائفة واحدة.. وكل ما لايمت بصلة القرابة او الولاء للسياسي فهو “غريب” وعليه أن يقبل بشروط صاحب الكرسي، وهو المنهج الذي يتبعه الكثير من المسؤولين وقادة الكتل السياسية الذين يرون أن الحــلَّ لأزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل وطوائف.. هذه هي العقلية التي ترفض أن نتساوى جميعا في المواطنة.. عقلية تعادي ما ليس يشبهها.. ولا تجـد للآخر سوى طريقين إما الرحيل أو القتل.
تحية لك ايها الاوروبي الكبير وانت تحاول ان تنسي الهاربين من ديار “خير امة اخرجت الى الناس” جنون حكامها، وسفاهة ساستها، وعقد طائفييها، ياسيدي نحن مدينون لك وحدك، لقد محوت بكلمات بسيطة ذكرى جميع آلام الهجرة، وكتبت بنبض إنساني عظيم: من هنا مر المعذبون في ارض الرسالات.
يا عزيزي عظيم الاوروبيين ، نحن مدينون لك بالكثير من فرح شبابنا ، ان الله مع المتسامحين لا مع ” المؤمنين “

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...