لا تتفرجوا طويلاً على مطالب المتظاهرين…

تظاهرات ساحة التحرير1

 لا تتفرجوا طويلاً على مطالب المتظاهرين…

هل من المنطقي أن يتحول العراق من بلد غني الى بلد فقير طارد لأبنائه وشبابه وما يمثلونه من طاقات كبيرة في أي عملية بناء لو حصلت فعلا ؟ وهل يحق للسياسي المتنفذ إن يراهن على صبر الشعب الى ما لانهاية ؟ في الوقت الذي تتدهور فيه الحياة من سيء الى أسوأ .!

عماد آل جلال

عماد آل جلال

تمضي الأسابيع وتتصاعد مطالب المتظاهرين ولا أمل في حدوث أصلاح حقيقي في بنية الدولة العراقية التي تأسست قواعدها على أعمدة هشة ودستور هزيل مكتظ بالألغام. وكما هو واضح أمام الأنظار فأن الدكتور حيدر العبادي بصفته رئيساً للوزراء مكبل اليدين بأغلال حزبية وكتلوية وما الى ذلك، حتى إن ما سمي بحزم الأصلاحات التي أعلنها العبادي بنفسه ظلت على مايبدو حبراً على ورق فيما تمخض عنها عدد من الأستثناءات التي ستعقد الأمور أكثر.

وإذا كان المتظاهرون يتهمون الحكومة وأجهزة الدولة بعدم كشف الحقائق للناس بإعتماد مبدأ الشفافية كما هو الحال في الأنظمة الديمقراطية اذا كان العراق منها حقا، فأن حزم الأصلاحات ينبغي أن تكشف نتائجها والقرارات المترتبة عليها أمام الإعلام لتصل الى المواطن الذي يبحث عن الخلاص من نظام فاشل والتحول الى نظام جديد يكون فعالاً عادلاً واقعياً يستوعب حاجاته في تأمين حياة حرة كريمة ونظام ديمقراطي منضبط.

وأمام ضبابية المشهد وضعف التصدي الرسمي لعوامل الفساد لأي سبب كان وتحويل الأمر للجهات المتهمة بالفساد لتصحح وضعها ، لا أحد يمتلك مفاتيح الأستنتاج والتنبؤ لما ستؤول اليه الأمور، هل يرضح الشعب لرغبات دولة فاشلة وزعامات تتمتع لوحدها بخيرات العراق فيما يرضخ الملايين من أبنائه تحت خط الفقر ويعانون الأمرين من نقص الخدمات الأساسية لديمومة الحياة وأحيانا إنعدامها كلياً.

وهل يحق للسياسي المتنفذ إن يراهن على صبر الشعب الى ما لانهاية ؟ في الوقت الذي تتدهور فيه الحياة من سيء الى أسوأ .!

الغرابة هنا لا تكمن في لعبة جر الحبل اذا صح التعبير التي تمارسها الحكومة والبرلمان والقضاء مع المطالب المحقة للناس، إنما في المزايدات غير المتوقعة التي يطلقها البعض عن من هي الكتلة صاحبة المبادءة في الأصلاح ومن شرعه أول مرة برغم أن الجميع في مركب واحد وقد أصيبت حافته السفلى بثقب قابل للتوسع إذا لم تتوحد الجهود في سد الثقب نهائيا وحماية المركب من الغرق نهائياً.ليس المهم عند الناس من هو المصلح الأول ومن هو الثاني والثالث، المهم هو الإصلاح الحقيقي الذي ينقذ العراق من هاوية الفساد والتخلف والتراجع في المجالات المختلفة بدلا من التقدم الى أمام وتحقيق آمال المواطن في حياة كريمة، الآف من الشباب يهربون الى أوربا للخلاص من الماضي في بلد أصبحوا لا يتأسفون عليه بسبب سياسات حمقاء في دولة يقودها آميون لا هم لهم سوى سرقة المال العام.

قد تكون مطالب المتظاهرين أكبر من إن تتحقق مرة واحدة، لكن لا ينبغي التفرج عليهم كل جمعة أمام شاشات التلفاز وتجاهل الطلبات الآنية التي في وسع الحكومة والبرلمان تحقيقها فورا من خلال سلسلة من القرارات والأجراءات الفاعلة في وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ومحاسبة المقصرين والفاسدين والسراق في محاكم علنية وفضحهم عبر وسائل الاعلام ليكونوا عبرة لغيرهم من الفاسدين.

لا نعرف مثلا لماذا تصر الحكومة على عدم تخفيض الميزانية برغم تراجع أسعار النفط الى اقل كثيرا من المعدلات المرسومة، وهل من المنطقي أن يغوص البلد في ديون جديدة هذه السنة أو السنة المقبلة . ؟ ويتحول من بلد غني الى بلد فقير طارد لأبنائه وشبابه وما يمثلونه من طاقات كبيرة في أي عملية بناء لو حصلت فعلا ؟.

أخيراً.. هل يعرف رئيس الوزراء ان التهكم على حكومته بلغ حداً من الأستهانة بحيث تنشر مواقع التواصل الأجتماعي بوستات عن المئة وستين نائبا الذين يرومون الذهاب الى الحج بأنه أرسلهم لكي يحلفوا في بيت الله الحرام بأن لايسرقوا من المال العام.!

هل هذا هو العراق الذي يريده الشعب ويرتفع رأس المواطن فيه ؟.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...