جريمة سليمان الاسد موجهة للرئيس السوري بالدرجة الاولى ..

جريمة سليمان الاسد موجهة للرئيس السوري بالدرجة الاولى .. وتكشف مجموعة الزعران الذين يعتبرون انفسهم فوق القوانين وتوفر الغطاء لمخططات تدمير سورية.. فهل ينال القصاص الذي يستحق؟ ويكون عبرة للآخرين؟

الرئيس بشار الاسد

اقدم سليمان هلال الاسد احد انسباء الرئيس السوري بشار الاسد على “اعدام” العقيد حسان الشيخ مهندس طيران في الجيش العربي السوري، وبدم بارد في وسط الشارع، وامام المارة في مدينة اللاذقية لانه لم يفسح له الطريق، لخص احد ابرز المشاكل التي واجهتها سورية طوال السنوات الاربعين الماضية، حيث تصرف بعض المقربين من النظام على انهم فوق القانون، وفوق الشعب، بل فوق النظام نفسه، وعاثوا في الارض فسادا وقتلا وتدميرا، واحتكروا الكثير من مقدرات البلاد الاقتصادية.

ندرك جيدا ان الفساد والمحسوبية، واخذ بعض المحسوبين على النظام القانون بأيديهم ليس هو السبب الرئيسي للازمة، واندلاع انتفاضة حقيقة تطالب بالاصلاح المشروع، قبل ان يتم توظيفها من قبل قوى خارجية لاهداف تدميرية، وانما هو احد الاسباب التي وفرت الغطاء والذريعة القوية لتأليب قطاع من الشعب السوري ضد النظام بحسن نية.

المخطط كان جاهزا لتفتيت سورية وانهاك جيشها القوي، وفرض التغيير بالقوة على غرار ما حدث في ليبيا ومن قبلها العراق، وكل ما كان يحتاجه هذا المخطط هو وجود اناس مثل السيد سليمان وما اكثرهم، لتوفير الغطاء المطلوب من خلال انتهاك حقوق الانسان، ونهب ثروات البلاد، وممارسة ابشع انواع التعذيب.

هذه الجريمة التي وقعت في وضح النهار، وفي مدينة اللاذقية التي تعتبر اقوى معاقل النظام، واكثرها ولاء وصمودا في مواجهة المخطط الاجنبية التي تستهدف سورية الوطن والدولة قبل النظام، تشكل امتحانا حقيقيا للرئيس بشار الاسد، وفي مثل هذا التوقيت الصعب الذي تقف فيه سورية امام مفترق طرق التفتيت والتقسيم على اسس طائفية وعرقية ومناطقية.

هذا الرجل سليمان الاسد لم يرتكب جريمة ضد العقيد الشيخ فقط، وانما ضد الرئيس بشار اسد نفسه، وقدم خدمة جليلة لكل اعداء سورية، وما اكثرهم، وفتح ملف الفساد والمحسوبية من اوسع ابوابه، ولهذا يجب ان يفي الرئيس بوعده الى ارملة الضحية وشقيقه، وان يطبق القصاص العادل في حق هذا المجرم، ودون اي تردد، وفي اسرع وقت ممكن.

الجموع التي نزلت بصورة عفوية الى الشارع، وتطالب بمحاكمة القاتل امام محكمة، عسكرية كانت او مدنية، كانت تمثل الغالبية الساحقة من ابناء الشعب السوري ولسان حاله، لانهم لا يريديون ان تتكرر هذه الجريمة البشعة ضد اناس يدافعون عن سورية بدمائهم، حسب ما ذكر شقيق القتيل.

لدينا تحفظات كثيرة على ممارسات اجهزة النظام السوري الامنية واذلالها للمواطن وانتهاك حقوقه، واعترف بها لرئيس الاسد ومستشارته الدكتورة بثينة شعبان في بداية الازمة في مقابلات وتصريحات موثقة، ولكن هذا لا يمنعنا بأن نقول ان الظرف الحرج الذي تمر به البلاد لا يجب ان يمنع تطبيق القصاص العاجل في هذا المجرم، لانه من اقارب الرئيس، والانطلاق من هذه الجريمة لتنفيذ عملية تطهير واسعة تستهدف كل الفاسدين والزعران الذين يتغولون في التعدي على القانون، واذلال المواطنين وسفك دمائهم، وتسهيل مهمة المتربصين بسورية ووحدتها الترابية والوطنية، وتدميرها بالكامل.

“راي اليوم”

شاهد أيضاً

أول راتب وذكريات لا تنسى.. بقلم ضياء الوكيل

لا يخلو العراق من أهل الخير والضمائر الحيّة (والحظ والبخت)كما يقال، لكنهم كالقابضون على الجمر في زمن الفساد والفتنة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.