الإضطراب الكبير..(تحليل) بقلم ضياء الوكيل*

في لعبة الشطرنج الكبرى تعيد أمريكا تموضعها (السياسي والإقتصادي والعسكري)، وتعيد صياغة قواعد اللعبة، والخطوط الحمراء على المسرح الإستراتيجي الدولي، باستخدام ما لديها من ترسانة القوّة والردع العسكري، ويمكن توصيف إدارة ترامب بأنها(قيادة ضاغطة بخطاب استعلائي، ينفرد برسم الخرائط، وتبويب المصالح، وتوزيع مناطق النفوذ، وتحديد مسارح العمليات، وطبيعة وأدوات استخدام القوّة) وفقا لمصالح أمريكا، (وكل شيء قابل للبيع والشراء بنظام الصفقات وفقا للقياس الأمريكي)، وهي لا تقبل أي تدخل في سياستها حتى من حلفائها الأوربيين، أما ما يسمى(إسرائيل) فهي تنصاع لأمريكا وليس العكس، والذي يحكم العلاقة هو مصالح الولايات المتحدة، ومع ذلك فإن المناخ والتوتر الذي يشيعه استعراض القوّة والأساطيل الأمريكية في المنطقة، يتيح لكيان الإحتلال الصهيونازي فرصة أكبر للتوسع والغطرسة والعدوان، وتوظيف التفاعلات الاقليمية لمصلحة الإثنين(واشنطن وتل أبيب) والصهاينة يتقنون هذه اللعبة، وإن كانت السمكة تفسد من رأسها، فإن رأس النظام العالمي الذي تتزعمه أمريكا قد فسد وتعفّن وتراجع كثيرا، وذلك ما يقلق دوائر القرار والتحكم في واشنطن التي تدفع باتجاه التأكيد على تصدرها لموقع القيادة المنفردة في العالم، وبأنّها ما زالت تتحكم بأسباب القوّة والنفوذ على الساحة الدولية، والخليج العربي أحد محاور النشاط العسكري، والاهتمام الجيوسياسي لأمريكا، والعراق محور الصراع في المنطقة، والهدف الإستراتيجي الأمريكي هو احكام السيطرة على مصادر الطاقة، وشدّ الخليج العربي الى أواسط آسيا، وربطه بمسرح العمليات حول بحر قزوين، وهذا التدخل المباشر  وما يترتب عليه من خلخلة للنظام الإقليمي، ليس إلا تمهيد للمسرح الاستراتيجي للاضطراب الكبير الذي تهيء له الولايات المتحدة..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع والعمليات

شاهد أيضاً

تجارة مع الله.. بقلم ضياء الوكيل*

امريكا وما يسمى(اسرائيل) تتبادلان الأدوار، وتفرضان نمطا غاربا من الانحطاط والهمجية والعدوان، كلاهما شريك في شحن السلاح واطلاق النار، والقتل والإرهاب وارتكاب جرائم الحرب والإبادة..للمزيد مطالعة المنشور كاملا على الصفحة..

4 تعليقات

  1. احسنتم واجدتم ٠٠رؤى وتحليل صائب ٠٠كيدهم في نحورهم إن شاء الله ٠٠صباحكم خير وبركة

  2. سعد عبد الصاحب عبد الهادي الحسناوي

    احسنتم واجدتم ٠٠رؤى وتحليل صائب ٠٠كيدهم في نحورهم إن شاء الله ٠٠صباحكم خير وبركة

اترك رداً على ضياء الوكيل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.