حتّى لا ينقطع سبيل المعروف.. بقلم ضياء الوكيل

قصّه واقعيه قصيره من ذكرياتي

في زمانٍ الطفوله، وعندما نجحت الى الخامس الإبتدائي، ومع حلول العام الدراسي في حينها، طلبت من والدي شراء(حذاء جديد)، وفعلا أعطاني مبلغا وقال إشتري ما تريد وعلى ذوقك، وذلك تفويض بالثقة، وخطوة على طريق بناء الرجال، المهم ذهبت الى معرض (باتا) في شارع الكفاح، واخترت (حذاءا) أعجبني وبعد إكمال القياس أكتشفت أنّ كلفته تتجاوز ما عندي، فطلبت من المحاسب استلام المبلغ وإكمال الباقي لاحقا، مع الإحتفاظ بالحذاء كأمانة لديه، ورفض ذلك، وأثار حديثي معه إنتباه صاحب المعرض الذي تدخل لصالحي، وقال خذ الحذاء وسدد ما تبقى هذا اليوم أو يوم غد، واستغربت لذلك إذ من الممكن أن أذهب ولا أعود، والباقي كان ليس قليلا، المهم وصلت الى البيت ورويت ما حدث أمام والدي ووالدتي رحمهما الله ورحم أمواتكم، وأمرني والدي بتسديد الباقي فورا حتى قبل أن يطّلع على ما اشتريت، ولا أنسى عبارته ( سدد حتّى لا تهتز الثقة بين الناس وينقطع سبيل المعروف)، وصلت الى المحل وسلمت صاحبه بقيّة المبلغ ونقلت له تحيّة والدي، وابتسم وقال كنت متأكدا أنّك ستعود وشكرني على أمانتي وردّ السلام لوالدي، العبره في هذا الحدث الذي لا أنساه أن بناء الإنسان رجلا كان أو إمرأة تساهم فيه ثلاثة جهات (البيت، المدرسة، البيئة)، هذه الثلاثية ساهمت في صناعة جيل من البناة، من أهل الضمير والأخلاق والأمانه، وذلك لا يعني عدم وجود سيئين، ولكنهم قلّة وسط بيئة ترفضهم وتدين أفعالهم، أقول ذلك وأنا أقارن بين الماضي والحاضر، حاضر ضاعت فيه الأمانه، وساد الفساد، وغاب الضمير، ولا أعمم في الوصف فما زال في مجتمعنا الكثير من أهل الخير والطيبه والضمير الحي (والحظ والبخت)، والدنيا لا تخلو من الأخيار، ولكن من يتمسك بالقيم والأخلاق الحميدة في هذا الزمن الرديء، كالقابض على جمرةٍ من نار… 

شاهد أيضاً

أول راتب وذكريات لا تنسى.. بقلم ضياء الوكيل

لا يخلو العراق من أهل الخير والضمائر الحيّة (والحظ والبخت)كما يقال، لكنهم كالقابضون على الجمر في زمن الفساد والفتنة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.