إنسحاب مفاجيء وسيناريو غامض.. (تحليل) بقلم ضياء الوكيل

(إن صدقت الأخبار) فأن قاعدة الحبانية هي الثانية بعد القائم التي ينسحب منها (الجنود والمستشارين الأمريكان) في غضون أيام وفي إعتقادي لن تكون الأخيرة، وكلاهما لم تتعرضا إلى تهديد أو هجمات مضادة خلال الفترة المنصرمة، وقد تكون قواعد أخرى مرشحة للإنسحاب في ذات السياق ومنها(القيارة، K1)، وما يثير الإنتباه في هذه التحركات العسكرية المهمة أنها تتم في غياب سياسي ملفت لكلا الطرفين (العراقي والأمريكي) اللذان يلتزمان الصمت تجاه ما يحدث ولم يصدر أي تصريح رسمي يوضح حيثيات وتفاصيل هذا الإنسحاب المفاجئ وإن كان جزئيا وعلى مراحل، ولا أحد يشبع فضول الصحافة ويواكب الأحداث بتفاصيل تجيب على أسئلة محورية تدور في أروقة الباحثين والمهتمين بالملف العراقي ومنها (هل أن الإنسحاب تم باتفاق ثنائي مع العراق.. أم أنه قرار أمريكي منفرد؟؟)، والفرضية الثانية هي الأرجح في ظل المعطيات الحالية، والفارق كبير بين الحالتين، خاصة أن هذه التحركات تتناقض مع قرار نشر منظومة الباتريوت في (قاعدة عين الأسد) الذي كشفه الجنرال ماكينزي قائد القوات المركزية الأمريكية، ولا تنسجم مع الحشود والتحركات العسكرية والمناورات الأمريكية في المنطقة( تمارين تعبوية برية في الإمارات وجوية في إسرائيل)، وحشد الأساطيل في المتوسط والخليج والمحيط الهادي، وخروج أمريكي من أواسط آسيا ( أفغاستان ) وعودة إلى شمالي الأطلسي بأسطول جديد..!!

الخلاصة:

هل لجأت أمريكا لأبغض الحلال في علاقتها مع العراق..؟؟ أم أنها تهيأ المسرح الإستراتيجي العراقي والإقليمي والدولي لسيناريو آخر..!! لماذا ترفع واشنطن مستوى التوتر في مناطق حساسة وملتهبة وفي ظل أجواء مشحونة بالوباء والشلل والإنهيار..؟؟ هل هي رسائل تحذير موجهة إلى الخصوم والمنافسين..؟؟ أم أنها تستشعر خطرا محتملا على أمنها ومصالحها الحيوية..!! وربما هي إجراءات مبكرة واستباقية لمواجهة إستحقاقات ما بعد كورونا..!! هل تخشى أمريكا من الدخول في مرحة الإنحلال الإمبراطوري مقابل صعود قوى منافسة وطامحة..؟؟ وهل ستضطر الى التلويح باستخدام الصندوق الأسود أم ستكتفي باستعراض عضلاتها وقوتها أمام العالم؟؟ في مطلق الأحوال فأننا أمام دولة عظمى ( وأقصد أمريكا) تؤمن أن السلاح والقوة الرادعة هما اللذان يصنعان السلام وأن القوة المسلحة وموازينها بين الأطراف هي النقطة المركزية في استمرار واستقرار النظام الدولي الحالي، وقد يقدم هذا التوضيح المقتضب تفسيرا للغموض الذي يكتنف التحركات الأمريكية، إلا أنّه يبقى في إطار التحليل والتكهن الذي تحفه المحاذير، فالصورة لا زالت مشوشة وفيها الكثير من البقع الرمادية والسوداء، وتحتاج إلى المزيد من التقصّي والإنتظار والحذر…

*(مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية وعمليات بغداد)

شاهد أيضاً

قراءة (تحليلية) للوضع في المنطقة.. بقلم ضياء الوكيل*

على الرغم من ارتفاع مستوى التوتر والقلق في الشرق الأوسط، وانعكاس ذلك على أسعار النفط والتأمين والأسواق، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب وشيكة في المنطقة..