المستشار ضياء الوكيل
عملية (افيفيم) التي نفذها حزب الله يوم (الأحد 1 أيلول 2019) أظهرت الآتي: ( تخطيط محكم، توقيت مناسب، تنفيذ دقيق، كفاءة قتالية، شجاعة فائقة، توظيف فاعل لسلاح الكورنيت) والنتيجة تحقيق منجز عسكري ميداني مهم يحسب لحزب الله والأهم أنه استطاع توظيفه سياسيا وإعلاميا بشكل ناجح..
في المقابل (العدو الإسرائيلي).. واجه معضلة تعبوية وتحدي ميداني خطير حمله (سلاح الكورنيت المتطور) والمصمم للعمل في مختلف الظروف الجوية وقدرته على المناورة وتحدي التشويش الألكتروني المضاد، وفي اعتقادي أن (جيش الصهاينة) أحال الملف إلى مستويين: (السياسي)/ وباشرت حكومة نتنياهو في حملة سياسية على حزب الله تحت عنوان ( خطر الصواريخ الذكية وما تصفه بمعامل انتاج الصواريخ) ظهرت بوادرها خلال اليومين الماضيين في محاولة لكسب التعاطف الدولي وتبرير هجمات جوية مقبلة وهذا سيناريو محتمل، أما (المستوى العسكري)/ فقد أكتشف وجود سلاح ميداني متطور وتهديد خطير عند حدوده الشمالية وهذا دفعه إلى البحث في الوسائل الكفيلة بمعالجة التحدي الجديد والتصدي للمخاطر المحتملة لهذا السلاح وباشر بإجراءات مرصودة ومنها (جهد هندسي ميداني، ممارسة الغش والإختفاء في مسرح العمليات، تكثيف المراقبة الجوية باستخدام المناطيد والمسيرات والأقمار الصناعية والمعدات الألكترونية المتطورة، لا أستبعد تصاعد وتيرة الحرب السرية في لبنان والمنطقة، وتكثيف الهجمات الجوية المعادية في مسارح العمليات البديلة ( سوريا والعراق ولبنان ليس ببعيد عن التصعيد والتوتر)..
*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع ( 2012-2013)
