خفايا المشروع الأمريكي … محاولة للإبتزاز والإذلال!!؟؟ تحليل أولي مهم جدا..

ضياء الوكيل / مستشار ومتحدث سابق للقوات المسلحة / (الجمعة 1 أيار 2015 ).. لم تعد الفتنة عود ثقاب يرمى بكومة حطب يابس بل علم وهندسة تتقن صناعة الخراب والانقسام والموت وتستطيع أن تحيل ما هو وهمي في نظر الناس الى حقيقة مفترضة يستميت من أجلها الأغرار .. والولايات المتحدة التي تتقن صناعة الأزمات وإدارتها ولها خبرة وتاريخ طويل في هذا المجال من فيتنام وكمبوديا وكوريا وكوبا وصولا الى الحرب على الارهاب التي تتفنن في ادارتها وفقا لنظرية هنري كيسنجر…

henry copy

وهذا ما يجري حاليا  في العراق، واشنطن التي تشارك في ادارة ملف الحرب ضد داعش من خلال الطيران والاستشارة والدعم اللوجستي.. لها شروطها الجديدة التي تتحفظ فيها على اشتراك الحشد الشعبي في عمليات تحرير الانبار وتشرع بتسليح عشائر المحافظة بتمويل امريكي وخارج سيطرة الحكومة المركزية التي يطالبها القانون الجديد الذي قدمه عضو الكونكرس ماك ثوربيري (بمنح دور فاعل للأقليات في حكم البلاد حسب وصفه) وهذا يستجيب ويتناغم مع مشروع بايدن الذي اقترح في مقال نشر في صحيفة “واشنطن بوست” في أغسطس/ آب 2014، إنشاء “نظام فيدرالي فعال” كوسيلة لتجاوز الانقسامات في العراق وطبعا هذا النظام يقتضي التقسيم الى ثلاث فيدراليات ( شيعية وسنية وكردية)…

نائب الرئيس الاميركي جو بايدن
نائب الرئيس الاميركي جو بايدن

أذن نحن أمام أزمة لها أوجه متعددة نلخصها بالآتي:

  1. ملف الحرب على الارهاب في العراق يواجه تحديا خطيرا ومأزقا صعبا…
  2. الاسناد والدعم الجوي والاستخباري الامريكي مرهون بشروط سياسية
  3.  التسليح والتمويل (للسنة والاكراد) خارج سيطرة الحكومة المركزية يضعفها ويكرس الانقسام الداخلي القائم حاليا
  4. تسليح الاطراف السياسية والعشائرية والمذهبية المختلفة ينذر بمخاطر الاقتتال في المستقبل
  5. يُظهِر القانون الامريكي وما تضمنه من شروط مستوى الخلاف الذي وصلت اليه العلاقات الامريكية مع بغداد بشأن الحرب ضد داعش
  6. الصورة تفصح عن احتدام الصراع بين واشنطن وطهران
  7. الوضع العسكري والامني في الانبار وملفه الخاضع للتجاذبات والمساومة حاليا سيشهد تطورات ومفاجآت محتملة 

BCT Range I -108

ما الحل!!!؟؟؟

امريكا تنظر الى الملف العراقي من خلال الرؤية السياسية لمجمل الوضع في المنطقة وفي سياق المصلحة الأمريكية الصرفة والقانون الاخير المقترح هو أحد وسائل الضغط والابتزاز للحكومة العراقية ان لم نقل أنه محاولة لإذلالها وارباك صورتها أمام الرأي العام لتحقيق أهداف سياسية،  وهذا الموقف الذي تقل فيه فرص المناورة يحتاج الى الآتي:

  1. حنكة وصبر وموقف حازم يحفظ أولا دماء العراقيين ومصالحهم ويبعدها عن المساومات..
  2. اعادة النظر بخطط العمليات وفقا للمستجدات التي تتحكم بالملف العسكري..
  3. الحفاظ على وحدة وسيادة العراق الذي يقف في قلب العاصفة الاقليمية والدولية .. 
  4. البحث عن المشتركات الجامعة بين الفرقاء السياسيين والاتفاق على كلمة سواء وهي مصلحة العراق وشعبه …
  5. فتح حوار جاد مع الكونغرس الأمريكي لاقناعه بخطورة المشروع الأمريكي على مستقبل العلاقات والمصالح الأمريكية مع العراق…
  6. مواجهة حملة العلاقات العامة التي يقوم بها اللوبي السياسي المضاد والتصدي لما يسوقه من معلومات مضللة عن الوضع في العراق ….. 
  7. تفعيل دور وزارة الخارجية الغائبة عن تطورات المشهد…  فهل نحن فاعلون ..؟؟ نأمل ذلك…

تحديث المعلومات ومواكبة الحدث:

صوت الكونكرس على القرار الجمهوري وأجازه ولكنه حسب المراقبين لا يزال في مراحله الأولى وأبرز ما تم التصويت عليه هو:

  • 25% خمسة وعشرون بالمائة من المساعدات المخصصة للحرب على داعش في العراق تمرر الى البيشمركة والحرس الوطني دون الرجوع للحكومة المركزية في بغداد
  • بقية المبلغ مرهون باصلاحات على الحكومة العراقية القيام بها أو سيمرر 60% الى نفس الأطراف دون الرجوع اليها 
  • وهذا يعني أن ما تبقى من المساعدات لا يتجاوز 15% 
  • الأهم من المساعدات أن الكونكرس تخطى حاجزا سياسيا باتجاه التعامل مباشرة مع اطراف عراقية داخلية مع تجاهل للحكومة المركزية…

شاهد أيضاً

Dead Angles.. بقلم ضياء الوكيل*

ندعو السيد رئيس الوزراء والحكومة مع الاحترام.. إلى إعادة النظر في القرار أو إلغائه وفي ذلك مصلحة عامة ستنعكس ايجابا على الأسواق، وعلى حياة المواطن العراقي وظروفه الصعبة، وهو هدف وغاية وأساس التشريعات والقوانين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.