حميد المطبعي / للكاتب علاء حسن

 حميد المطبعي

للكاتب / علاء حسن/ جريدة المدى /العدد(3337)

صاحب مجلة الكلمة ، ومؤلف عشرات الكتب في توثيق سيرة ومنجز شخصيات ورموز عراقية في مجالات المعرفة المختلفة Kالكاتب حميد المطبعي ، فضل العزلة منذ سنوات بمنزله الواقع في حي الاعلام ، يقضي ساعات يومه بين كتبه ليواصل رحلته مع المعرفة ، لانها وبحسب حديثه لمعارفه واصدقائه العلاج الوحيد لتجاوز مشكلات صحية ليست لها علاقة من قريب او بعيد بتقدم العمر ، ولاثبات حقيقة قوله تمتد يده الى احد الرفوف وبخبرة المطلع على كل شيء يستل كتابا فيشير الى ان مؤلفه كتبه وهو في عمر تجاوز التسعين ، وقصائد الجواهري وغيره خير مثال على اندحار الشيخوخة امام الفكر المتقد، المتطلع دائما الى اشاعة الحكمة ، وجعلها منهج حياة وسلوك في كل زمان ومكان .

ابو خنساء صاحب الحجة المستندة الى اطلاع واسع على كتب الاولين والمعاصرين قادر على الدخول في حوار لساعات طويلة ، للدفاع عن فكرة موضع خلاف ، هو لايتبناها بقدر حرصه على ان يكون الطرف الآخر اكثر استعدادا لقبول الصواب بصرف النظر عن الميول والدوافع وتأويل النص لاغراض يراها المطبعي تجرح كبرياء المعرفة ، فتجعل الحكمة في مرمى سهام الجهلة، ودعاة الثقافة.

كلمة حميد المطبعي ، المجلة الصادرة عن محافظة النجف في ستينيات القرن الماضي بجهد شخصي مع زميله القاص الراحل موسى كريدي ، سبقت الاصدارات الرسمية المتخصصة بنشر النتاج الادبي ، من نصوص ودراسات بالنقد الادبي والفني بحقول التشكيل والمسرح والعمارة فضلا عن مقالات لاكاديميين من اساتذة الجامعات بمختلف تخصصاتهم ، النشر في الكلمة وقتذاك كان فرصة للحصول على المزيد من الشهرة والرواج ، حتى قيل عن المجلة بانها كانت تنافس الآداب البيروتية ، لانفتاحها على الادب الحديث ، وإلغاء الكثير من الخطوط الحمر ، فلم يكن رقيبها يستعير القناع الرسمي في التعامل مع النصوص بقدر البحث عن الجديد ، واثراء الحياة الثقافية عبر فتح المزيد من ابواب الحرية لجيل وجد في صفحات الكلمة مساحة واسعة للتعبير عن هم ذاتي يرتبط بهموم اجتماعية عامة ، تلامس واقعا سياسيا يرغب الجميع في ان يكون اكثر استقرارا ليستعيد الوطن عافيته حين تتخلى قواه السياسية من صراعاتها ، وتتجه نحو بناء دولة عصرية ، لكن هذا الحلم ظل يدور في النصوص الادبية ، فتحمل المطبعي مسؤولية نشرها ، انطلاقا من ايمانه العميق بأن تجارب التغيير في العالم تبدأ من قصيدة اطلقها شاعرها ، رسمت ملامح الطريق نحو غد افضل .

الجيل الستيني من شعراء وكتاب قصة ورواية معظمهم نشر اعماله في مجلة الكلمة ، فكان لصاحبها المطبعي وزميله الراحل كريدي الدور الكبير في بروز جيل ادبي ، ضم عشرات الاسماء حققت ومازالت حضورا في المشهد الثقافي العراقي ، المطبعي له في تشخيص امراض الثقافة العديد من المقالات ، ولعله الوحيد الذي لوّح بفضح أسماء صنعتها الشائعات

http://almadapaper.net/ar/news/

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.