من يتحكّم بأزمة الأنبار!!؟؟؟ تحليل موقف…

ضياء الوكيل/ مستشار ومتحدث عسكري سابق للقوات المسلحة

17 نيسان 2015

في يوم السبت المصادف 11 نيسان 2015 إلتقى السفير الامريكي ببغداد (ستيوارت جونز) بوفد مجلس محافظة الأنبار ورئيسه السيد صباح كرحوت الذي صرح للعربية الحدث في يومها أن الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع الأمنية التي تمر بها المحافظة!؟، وجاء هذا الإجتماع وسط أجواء مشحونة سياسيا وميدانيا يتصدرها احتدام المعارك في الرمادي ورفض الادارة الامريكية مشاركة الحشد الشعبي في العمليات العسكرية وتحفظات متصاعدة حول ادارة ملف الحرب على الارهاب شابت العلاقة بين واشنطن وبغداد في الآونة الأخيرة، وليس مصادفة أن يعقب ذلك اللقاء تطورات متلاحقة نوجزها بالآتي:

  1. صدور بيان من علماء الدين في الانبار في نفس اليوم يرفضون فيه مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المحافظة
  2. صدور تصريحات من اعضاء مجلس المحافظة في نفس السياق والاتجاه
  3. تطورات دراماتيكية في مسرح العمليات تراوحت بين كر وفر وخروقات في معارك الرمادي
  4. تعقيد المشهد الأمني بعد انتقال المعارك الى المناطق المأهولة
  5. نزوح كثيف للمدنيين من مناطق القتال وبوادر أزمة إنسانية كبيرة وخطيرة

ولا يمكن النظر لهذه التطورات بمعزل عما يدور في (دهاليز السياسة الاميركية المعترضة على ما تصفه الدور الايراني في العراق والرافضة لمشاركة الحشد الشعبي في المعارك والمتحفظة على اختيار الانبار  بدلا من الموصل في أولوية التحرير، والمشترطة على أية مشاركة فاعلة لها في الجهد العسكري بمدى استجابة بغداد وانسجامها وتناغمها مع سياسة واشنطن التي تنظر الى الموقف من زاوية براغماتية صرفة لا تكترث لنزيف الدم والموارد المستمر والمعاناة الانسانية لملايين المهجرين والنازحين والثمن الباهض الذي يدفعه العراق نتيجة التأخر والتاخير في حسم ملف داعش بل لا مانع لديها من نسف التوافق السياسي الهش وتعميق الانقسام ولا تعير أهمية حتى لسقوط الرمادي ان كان ذلك يخدم مصالحها في المنطقة أو لا يضرها في أقل تقدير)…

ونحن نقول ان الرسالة وصلت وفهمنا الدرس منذ زمن ولكن هل أدرك سياسيو الانبار ووجهائها وشيوخها ورجال الدين فيها ممن قابلوا السفير الأمريكي أو لم يقابلوه… حقيقة اللعبة السياسية وما يدور في كواليس الصراع والتنافس على النفوذ الذي تشهده المنطقة.. نحن نتفهم وغيرنا الكثير مقدار الضغط العسكري والسياسي والانساني الذي يتعرض له أهالي الأنبار مثلما نرى بعين الحكمة والمصلحة الوطنية لتصريحات السيد العبادي في واشنطن والتي دعا فيها ايران الى احترام سيادة العراق مرحبا بدعمها لبغداد في حربها ضد الارهاب ؟؟

 نأمل أن لا ينساق الأخوة في الأنبار خلف وعود لا ضمان لها ومناورات سياسية لا تخدم العراق ولا الأنبار بل ستجهز على ما تبقى من شواخص العمران والبنى التحتية لمدن المحافظة وتضاعف اعداد النازحين وتفاقم معاناتهم وتعقد الأزمة وتعمّق الجراح..  

أعتقد أن الفرصة لا زالت سانحة لمراجعة الموقف رغم التحديات القائمة وخطورتها وتداعياتها على الأرض فخيار الوطن ومصالح ابنائه كفيل برأب الصدع وتوحيد الصفوف لمواجهة الخطر الأكبر الذي يشكله تنظيم داعش الارهابي على العراق حاضرا ومستقبلا فذلك وحده هو طريق الخلاص والتحرير..  

راسلونا على العناوين الآتية:

http://www.dheyaa-alwakel.com/

 

dheyaa_alwakel@yahoo.com

 

info@dheyaa-alwakel.com

 

شاهد أيضاً

قراءة (تحليلية) للوضع في المنطقة.. بقلم ضياء الوكيل*

على الرغم من ارتفاع مستوى التوتر والقلق في الشرق الأوسط، وانعكاس ذلك على أسعار النفط والتأمين والأسواق، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب وشيكة في المنطقة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.