المستشار ضياء الوكيل
تصريحات بمستوى ((الخيانة)) لماذا !!؟؟
المستشار ضياء الوكيل/ متحدث عسكري سابق للقوات المسلحة
الأحد 12 نيسان 2015
لم تعد الفتنة عود ثقاب يرمى بكومة حطب يابس بل أصبح هندسة تحيل الوهم الى ما يشبه الحقيقة لدى بعض الأغرار، ولم تعد ((الخيانة العظمى)) أن يرتبط العميل بجهاز اجنبي ويحمل رقما سريا ويتقاضى أجرا على خدمة العدو، فيكفي أن يدلي بعضهم بتصريحات نارية في الاعلام ينسف فيها الخطط العسكرية والجسور ويزهق الارواح ويخدم العدو ويفاقم الأزمة من حيث يسعى لحلها، ولعل البعض لا يريد أن يدرك أننا في حالة حرب مصيرية وأن استخدام منابر الاعلام للمزايدة والكسب السياسي ثمنه المزيد من نزيف الدم الغالي…ونحن هنا لا نتهم أحدا بقدر ما نحاول تحليل الموقف وتقديم صورة واقعية لما يجري في الأنبار التي شهدت خلال الساعات الماضية هجوما معاديا على منطقة البو فراج وتفجير احد الجسور ومحاولة التقرب باتجاه العمق، وسنشرح باختصار دوافع هذا الهجوم وأهدافه وكالآتي:
- أن العدو استفاد من التسريبات الاعلامية حول نوايا القوات المسلحة واستعداداتها العسكرية للقيام بعملية كبرى لتحريرالأنبار
- فقدت قطعاتنا عنصر المباغتة نتيجة الاعلان عن الخطط ومناقشتها عبر الاعلام
- حاول العدو استباق الموقف بهجوم مضاد لارباك الخطط العسكرية
- التعويض النفسي لقطعانه عن الاندحار الكبير في محاور القتال الأخرى
- يحاول العدو نقل المعركة الى مناطق مدنية مأهولة لتحييد قوة الطيران ونيران المدفعية
- يوظف العدو الخلافات السياسية لصالحه وخاصة المواقف المعلنة
- بيان علماء الدين في الانبار الرافض لمشاركة الحشد الشعبي في العمليات العسكرية يعطي رسائل خاطئة للدواعش ويحبط الجهد الوطني المحتشد ضد الارهاب ويتنكر لتضحيات الحشد الشعبي وكان بالامكان معالجة الملف بصيغة أخرى.
- يسعى العدو الى الاستفادة من الموقف الامريكي الذي المتسم بالتردد وعدم الوضوح وحسابات براغماتية صرفة.
وعلى الرغم من رد الهجوم وافشاله الا ان ثمنه تضحيات مضافة يترتب عليها مسؤوليات وطنية تدعو السياسيين والوجهاء والشيوخ في الانبار الى توحيد الكلمة وحشد الطاقات باتجاه التصدي للعدو وأن يكونوا في مقدمة الصفوف المقاتلة لاسناد المقاتلين وتعزيز معنوياتهم ودحر الدواعش والحاق الهزيمة بمخططاتهم الشريرة..
ونهيب بالسياسيين الى توخي الحذر في التصريحات الاعلامية وتجنب الحديث عن نوايا وحركة القطعات العسكرية فهذا ينفع العدو ويلحق الضرر بقواتنا المسلحة ويعرضها للخطر الجسيم…
أرحب بتعليقاتكم على العنوان الآتي:
http://www.dheyaa-alwakel.com/
