معركة الإعلام والفنادق والصالات المُكيفة…

قدرة وكفاءة الأداء القتالي وثبات وصمود أبناءنا الأبطال في جبهات القتال يعتمد في جانب كبير منه على قوة وتماسك واستقرار الجبهة الداخلية التي تعدّ العمق الحيوي والمعين النفسي والمعنوي المعزز لإرادة القتال في الميدان.. وهذه علاقة تكافلية محسوبة..والمقاتل في الميدان هو إنسان في المقام الأول يؤثر ويتأثر بما يدور حوله من أحداث وتطورات…
وما يجري حاليا من خلافات سياسية وتراشق الإتهامات بالفساد وما يرافقها من تحشيد إعلامي وسياسي وعشائري في معركة الإعلام والفنادق والصالات المكيفة يلحق وبشكل غير مباشر ضررا نفسيا ومعنويا جسيما بقطعاتنا المشتبكة مع العدو في معركة الدفاع عن الوطن…
ولو التفت مقاتلونا الشجعان لما يجري في دهاليز الفساد والسياسة لما تحرر شبرٌ واحد من أرضنا الطاهرة ولكنهم كسروا بصمودهم واقدامهم وتضحياتهم السياق التقليدي المألوف في فن ونظريات الحرب وحققوا ما يشبه الإعجاز العسكري في منظور القياس المنصف للوضع الراهن في العراق…
أيّها المتصارعون والمختلفون والمتقافزون في سيرك السياسة الرخيص…
أنتم تفاقمون معاناة الناس من حرّ الصيف وانقطاع الكهرباء وسوء الخدمات وغياب الإصلاح..
أنتم تحرفون بوصلة الإهتمام الشعبي وتشتتون توجهات الرأي العام وتشاغلون نبض الشارع عن انتصارات قواتنا وعن قضايا ذات أهمية حيوية لحياة المواطن وحاجاته الأساسية…وبالتأكيد فإن داعش سينتهز هذه الفرصة لالتقاط أنفاسه وإعادة تجميع صفوفه المهزومة والمنكسرة ومعاودة هجماته على قطعاتنا المنتصرة والمتيقضة لهذه الزاوية الميتة…هذا الواقع المأساوي يطيل أمد الحرب ونزيفها الدامي…
متى سترحلون.. إنهدّ الوطن من أركانه ولا زلتم بجراحنا تتاجرون
إنا لله وإنا إليه راجعون

شاهد أيضاً

شحاذون وعيونهم فارغة.

Tweetبعض السياسيين ممن شغلوا مناصب وزارية وأعضاء برلمان يتحدثون للإعلام ويشكون بشكل مخجل وبدون حياء ...