أمريكا والضرب تحت الحزام

 

ptruas

“ديفيد بتريوس” المولود في ولاية نيويورك سنة 1952 ضابط شارك في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وكان حينها قائداً للفرقة 101 المحمولة جواً؛ التي أوكلت لها مهمة احتلال محافظة نينوى، نال نصيبه من الخيبة والخذلان بعد أن أمضى في العراق قائدا للفرقة 101 المحمولة ورئيسا لبعثة تدريب قوات الأمن العراقية مدة عامين ونصف، تركت في قلبه حقدا على العراق والعراقيين لا زالت ناره تستعر، أزعجته كثيرا الانتصارات الأخيرة التي حققتها القوات المسلحة العراقية المدعومة بقوات الحشد الشعبي البطلة في محافظة صلاح الدين بعيدا عن الهيمنة الأمريكية التي تخطط لإبقاء داعش والعمليات المسلحة ضدها لمدة ثلاث سنوات معلنة، وعشر سنوات مخفية؛ لكي تمرر مشروعها التخريبي إلى المنطقة كلها، فأصيب بالجنون هو وكافة القيادة الأمريكية، وجنونهم الكبير والهستيري، دفعهم:
لأن يخفضوا أسعار البترول العالمية إلى أقل من النصف مما أدى إلى انهيار الأسعار ووصولها إلى حد يتسبب بكثير من الخسائر الفادحة لأهم دولتين في المنطقة هما العراق وإيران اللتان تمران بظروف غير طبيعية، لكي تركع إيران لمخططاتهم، تحت ضغط العقوبات الاقتصادية التي فرضوها عليها، ولكي يسلمهم العراق الذي أثقلت كلفة الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب خزينته زمام أمره بالكامل، فيتحكمون بمساره وفق هواهم.
أن يوقفوا عملياتهم الجوية في هذه المعركة بحجج واهية ولعبة مكشوفة.
إيقاف تزويد القوات العراقية بعتاد الدبابات والطائرات؛ الذي كانت الحكومة العراقية قد دفعت لهم أثمانه مقدما.
أن يوجهوا ضربات إلى بعض مواقع القطعات العراقية والتسبب بمقتل عشرات الجنود العراقيين، وهي ما عرفت بالنيران الصديقة.!
أن يتقدموا بالكثير من الدعم اللوجستي للدواعش من خلال تزويدهم بمعلومات عن تحرك القوات العراقية والحشد الشعبي، وإرشادهم إلى المناطق الرخوة التي يمكنهم التسلل من خلالها لضرب قطعاتنا.
أن يدعموا الإرهابيين بالمعدات والسلاح والعتاد وبشكل متكرر في أكثر من جبهة من جبهات الصراع.
أن يزودوا الدواعش بمخططات كاملة لمناطق تواجد قطعاتنا مأخوذة بواسطة القمار الصناعية.
أن يسهموا بنقل مجاميع من الدواعش من منطقة إلى أخرى إما لتجنيبهم القتل على أيدي قطعاتنا التي تحاصرهم أو ليدعموا بهم مجاميع أخرى تحتاج إلى الدعم؛ بغية شن غارات مفاجئة تتسبب بمقتل المزيد من القوات العراقية.
أن يقوموا بالتشويش على اتصالات القطعات العراقية لإرباكها وتشويش مخططاتها سواء بطلب الدعم أو بالتواصل لتحقيق الخطط.
أن يوجهوا الإعلام العالمي والإعلام المجاور المساند لهم؛ وفق مناهج منظمة للقيام بمهمات حقيرة قذرة لا أخلاقية، منها:
أولا: التشكيك بقدرات العراقيين على حسم المعارك لصالحهم.
ثانيا: تخويف المكونات العراقية الأخرى من تنامي قدرات الحشد الشعبي الذي يتكون من أغلبية شيعية.
ثالثا: تخويف المكون السني بالذات من خطر الميليشيات الشيعية التي تقاتل الدواعش تحت راية الحشد الشعبي
رابعا: اتهام الجارة إيران بأنها تقوم بعمليات عسكرية داخل الأراضي العراقية دون علم الحكومة، وان الانتصارات التي تحققت جاءت من جراء هذا التدخل.
خامسا: اتهام الحشد الشعبي بأنه يقوم بعمليات انتقامية ويحرق بيوت وممتلكات الأهالي في المناطق المحررة.
ولما عجزت كل هذه المؤامرات عن ثني قواتنا وحشدنا، والنيل من إصرارهم على تحقيق النصر الكامل، قام رئيس أركان القوات الأمريكية المشتركة الأرعن “ديمسي” بزيارتين مفاجئتين خلال يومين متتاليين إلى العراق مهددا ومتوعدا ومطالبا بوقف العمليات في صلاح الدين، أو قيامهم باعتراضها بالقوة ليوقفوها.
ومع ما سببه وقف العمليات من ألم في قلوب العراقيين الشرفاء الذين كانوا ينتظرون أن تزف لهم القوات العراقية المشتركة (الجيش والشرطة والحشد الشعبي) بشرى النصر الناجز، إلا أن صمود القطعات في أماكنها التي أزاحت منها الدواعش، والتفكير الجدي بإعادة النشاط إلى الجبهات، والبدء بالهجوم الأخير لتحرير تكريت المغتصبة.
وقد تسبب هذا الموقف الصامد في زيادة خطر الجنون الأمريكي، فأطل علينا اليوم الجنرال “ديفيد بتريوس” من على شاشات الإعلام الأجير، ليعلن بكل صفاقة وتهور:
أن إيران تدعم الحشد الشعبي وتدعم داعش في نفس الوقت لتنتقم من العراق.!
أن قوات الحشد الشعبي المبارك أشد خطرا على العراق من تنظيم القاعدة.!
أن سنة العراق في خطر نتيجة تنامي قدرات الحشد الشعبي.!
أن الوقوف بوجه الحشد الشعبي، يحقق النصر على تنظيم القاعدة.!
وهي بمجملها اتهامات باطلة مضللة هدفها تثبيط عزائم قواتنا وشعبنا الأبي البطل، وهدفها المحافظة على حالة الفوضى الخلاقة التي بثتها أمريكا في العراق منذ اللحظات الأولى لاحتلالها أرضنا، وهدفها المحافظة على الشد الطائفي لكي لا تجتمع المكونات العراقية وتبدأ بإعادة إعمار البلد. وهذا لا يعني أن هناك من خضع إلى رغبات الأمريكان وتماهى مع مشاريعهم التخريبية، فمع أن قوات الحشد الشعبي البطلة تقاتل اليوم في مدن السنة التي تحتلها داعش؛ دفاعا عن شرف السنة وعن عوائلهم وأملاكهم ووجودهم وحريتهم وكرامتهم، وأنها قدمت آلاف الشهداء والجرحى لتصون للعراق وحدته وتماسكه وكرامته؛ وأنها تقاتل بدون أجر وبدون رواتب على خلاف تنظيمات الصحوة المشكلة في المناطق السنية التي هددت عشرات المرات عندما يتأخر دفع رواتبها في أنها ستعاود الالتحاق بداعش وتترك الصحوات، إلا أن بعض السياسيين من المكون السني تماهوا مع المشروع الأمريكي، وحولوا أنفسهم إلى مطايا للصهيونية والماسونية والإرادة الأمريكية، فرفعوا عقيرتهم يرددون ما قاله “بتريوس” وما أراده “ديمسي” وما تريده الإدارة الأمريكية، وكان السيد رئيس مجلس النواب أحد أشهر المتأثرين بالطروحات الأمريكية، فأعلن خلال اللقاء الذي أجرته معه صحيفة الوطن السعودية ونقله موقع المسلة عن:
أن الشعب العراقي غير راض، عن وجود قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في العراق، وان وجوده في العراق، أمر مرفوض، في الوقت الذي رحب فيه بالقوات الأمريكية وطالب بقوات عربية تدخل لتحمي المناطق السنية من خطر الحشد الشعبي!.
أن هناك حالات تصفية لأبناء السنّة بدوافع طائفية، وهو امر كذبته كافة الوقائع، ولاسيما بعد الترحيب الحار الذي أبداه سكان المناطق المحررة لقوات الحشد.!
أن هناك اعتقاد لدى عشائر السنّة بأن هناك محاولات للتلاعب بديموغرافية بعض المناطق لتدميرها لأهداف طائفية ودوافع فئوية، في وقت يعلم فيه قبل غيره أن مثل هذا المشروع الخبيث لا يوجد إلا في المخيلة المريضة لبعض السياسيين!.
أن وجود السلاح غير الشرعي في أيدي الجماعات المسلحة، يقصد الحشد الشعبي، من الممكن أن يثير مشكلات في المستقبل، أو أن يغري بعض الجهات بالخروج على الدولة وإعلان العصيان.
إن المحاولات الخائبة التي تقوم بها أمريكا وعملاؤها المحليون والدواعش وأعوانهم وأعداء العراق الواحد:
لن تنجح في ثني قوات الحشد الشعبي البطلة عن أداء واجباتها التي كلفها بها الشعب العراقي.
وأن قوات الحشد سوف تستمر في أداء واجبها لغاية تحرير آخر شبر من أرض العراق.
وأن الشعب العراقي المؤمن مستعد لأن يأكل التراب والحشائش البرية ليوفر للحشد الشعبي مقومات استمراره في واجباته الأخلاقية والوطنية، إذا ما امتنعت الحكومة عن دعم الشعب.
وأن الحشد الشعبي هو خيارنا الأوحد وأملنا في تحقيق الأمن للوطن والمواطن، ونحن غير مستعدين لأن نفرط في خيارنا الأخير مهما كانت الأسباب والنتائج

 

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.