سلاما بيروت.. سيدة العواصم وقلادة الزمان ومجده…

تظاهرات بيروت

سلاما بيروت.. سيدة العواصم وقلادة الزمان ومجده…

8-24-2015 2-49-21 PM

ضياء الوكيل*

شعرت بقلق كبير وأنا أتابع الإيقاع المتسارع للأحداث في ساحة رياض الصلح ، فبعد أن عبّر الشارع اللبناني عن رأيه واحتجاجه على تردي الأوضاع في البلاد بمنتهى التحضر والسلمية في تظاهرة عكست وجه بيروت ورقيها.. حدث اختراق لهذا التجمع العفوي من قبل بعض ( المندسين) دفع بالأمور نحو الصدام مع قوات الأمن المكلفة بحماية السرايا الحكومي وحدث تصعيد متبادل استمر حتى وقت متأخر من ليل الأحد على الاثنين وأسفر عن وقوع ضحايا بين الطرفين ..

الكل يعلم أن لبنان اليوم يقف في قلب العاصفة التي تضرب المنطقة… وهو يقاوم قدره ويتعاطى بصبر مع الأخطار المحدقة للحفاظ على استقراره النسبي ، ويحاول جاهدا الخروج من عنق زجاجة التحديات والاستحقاقات السياسية الداخلية وفي مقدمتها شغور منصب الرئيس منذ أكثر من عام والانتخابات المؤجلة والتمديد لمجلس النواب، والحكومة العاجزة بسبب التجاذبات والتقاطعات بين فرقاء المشهد..

وما فجّر الأوضاع المتفاقمة هو ملف النفايات التي تكدست في شوارع هذه العاصمة الجميلة وفشل الحكومة في حل هذا الملف مما ولد احتقانا وإحباطا ونقمة في الشارع الذي يشعر أن هناك أيادي خفية تعبث بمصيره وتسيء إلى قيمهِ الحضارية والإنسانية، وتتحدى وعيهُ وثقافتهُ وإرادة الحياة الحرة لديه، وتستفز صبرهُ ووجودَهُ…

 عجلة لبنان تدفع اليوم الى حافة الجبل وهو ليس ببعيد عن الصراعات الإقليمية والدولية التي تعيد رسم خارطة المنطقة…

 فهل وُضِعَ هذا البلد في قائمة المساومات السياسية بين اللاعبين الكبار؟ هل يدفع لبنان وشعبه فاتورة موقفه من الحروب في المنطقة؟

مهما تكن الإجابات نقول سلاما لبنان يا قبلة الشرق وكعبة الثقافة وواحة الحرية ومعقل المقاومة والتاريخ ، سلاما لبيروت سيدة العواصم الجميلة يا قلادة الزمان ودرّة تاج المدن ومنارة المجد التليد…

كلنا أمل وترقب في أن يتمكن شعب لبنان وقواه السياسية والاجتماعية والمدنية الفاعلة من تجاوز الأزمة والعبور نحو ضفة الأمان والاستقرار، ونحن على ثقة تامة بقدرة هذا الشعب العظيم على إعادة صياغة تاريخه ومستقبله وبناء حاضره وفقا لمصالحه وبما ينسجم وتراثه الحافل بالمعاني الوطنية السامية والمدنية المعاصرة والمحطات المشرقة الجديرة بالإشادة والثناء والإجلال…

 

  • مستشار اعلامي ومتحدث سابق للقوات المسلحة العراقية 
  • عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

 

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.